بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
القدر اليتيم/ حمام محمد
صفحة 1 من اصل 1
القدر اليتيم/ حمام محمد
القدر..اليتيم ....
حورية امراة مطلقة تعيش مع ابنها في شقة لوحدهما تصارع السنة السوء وتتربص بها عيون الغرباء .. ومع ذلك ضلت صامدة لاتذروها الرياح لان معدنها الطيب هو الذي جعلها تصارع دون عقدة بل اصبح وجودها وعقلها الدائم هو عقدة للاخرين من الشومارة والبطالين في قريتها ..
صباح الخير ياجاري ، انت في دارك وانا في داري مثل شعبي
*القدر اليتيم *
تستدير بوجهها على حين غفلة , وببراءة اليتم تتفقد صغيرها في حركة تشبه الحركات المعهودة بها ... بعض من طيات لإحمرار صانعة بذلك ترتيل إضافية مصطنعة ، لا تريد أن تثير فتنة الناظرين و المتأملين بأعينهم حركاتها المحتشمة .
أحكمت معصمها على زند و ليدها و دفعت به خطوتين أمامها فأحدثت بمعطفه تمزقات ... يالها من ماركة سوداء ... و كتمت بكاءا سرمديا بأعماقها ... من اين لي أن أشتري له آخر .. ؟ راودتها نوازع مختلفات .. ماذا يقولون عنه ابن اليتم ..؟ ابن حورية .. ابن المرحوم ..كانت تأبى أن تصارع كنايات من تلك التي تحفظها العجائز ...، ويطبقنها على وليدها .
وهرولت يمينا .. كانت أحياء اليتامى متفرقة مترامية الدكاكين واسعة الأرجاء .. وأدارت برأسها في حركة آلية الى أقرب بوتيك اليها.
كان جلادا يبيع الروائح والعطور .. وأتت الى آخر في نهاية شارع المعدومين يبيع بقايا العفن القاوري جاكيتات .. سراويل .. لكنها من بلاد الصليب , لبسوها في السبعينات وصارت لدينا موضة في التسعينات .. كانت حورية تبحث لنفسها عن مكان وسط ذاك الزخم الرجالي والنسائي ...وعاودت النظر من زوايا مختلفة لعل من أحد يبصرها فيقول تلبس بنت ... ابنها الشيفون والخردة .. وعندها وصمة عار ومذلة , لكنها أفضل بكثير مما ينتجون عندنا .
كل شيء هنا لايعجب حورية .. نظراتها واستحقارها لمن حولها زادها تهجما والحادا بنعمة تسايرها .. مالهم يتصارعون ... يتكالبون ... ويقولون أن الكولون عدونا الأول ..؟ سي محمد يسأل أحد الشبان عن ثمن كيلوت أبيض ... يخيم الإحتشام على ذلك البوتيك الضيق المقذوف الى آخر زاوية من حي " ق" ... الغربي وروائح الأحذية الملبوسة والمعروضة للبيع تنبعث منها روائح الكافور الأبيض ..لماذا يسأل هذا الغبـــــي ..؟ الأيستحي ..؟ صدق مـــن قــــــــال " الذين استحوا ماتو" ...
وتتذكر على الفور أنه لاحياء في بوتيك يبيع الشيفون .. وغرست يديها النحيفتين في كومة من المعاطف الصغيرة المرقعة المختلفة الرسومات كانت متحركة ....ومن لبها أخرجت معطفا محمرا حمرة شفتيها الراقصتين ... ونسيت أن يدا أخرى كانت تحكم قبضتها على ذلك المعطف .. أحست حورية بقوة تجذبها مدا وجزرا وبحرارة كامنة بدت تفور من مناكبها مثل رجل عمل نهاره فغرق في عرق تفوح منه روائح " ف" .
كانت يد جارها " ق" لازالت تمسك مؤخرة المعطف وأبرقت بعينيها مثل نجم ثاقب تحاصر المكان ... وبعثت بتنهيدة الحيارى ..لماذا تلاحقني هذه الأشباح وأقحمت أنوثتها المرنة في قوة هلنسيكية تختبر فيها مشاعر الرقة المطاردة ... ونثرته من يد جارها ...وسارت بعد ما دفعت الثمن رخيصا ...هرولت تجر وليدها وكأن لعنة الثمن البخس تلاحقها ...أنت السبب ...أنت سبب المعاكسات ...ورجعت بدوائرها الى الوراء ...بل أنا التي دفعتك وتحول قزحية الكلام منها واليها ...وصارت تحدث نفسها كالهائمة المريضة , كلما فتقت بأرجلها شوارع المدينة تدير معها الرؤوس الآدمية.
و تلاحقها العيون الصائمة تبحث لها عن مناظر في هذا الجسد المثقل المحتشم , ... ترسل بزفرة حادة و كأنها تبحث عن شيء ضاع في تداريج السماء .. تساؤولات تراودها كلما شاهدت تلك العيون الحارقة من وجوه شاهت فدست في قسماتها ضرام الكتب و أخرى لتصاوير مختلفة تحملها سيارات تبعث بأباريقها حينا لتجلب إليها العذارى من لابطاقة لهم حتى و لا هوية .
من أين إكتسبوا هذا الإيقاع ؟ ... نظرة وليدها هي الأخرى لم يع ما يدور حول أمه لأنها لم تترفل في مشيتها ... أدام النظر في " بيلون " أخرس كان يجلس خلف سيارة قديمة يفوق عمرها سن الهالك في جنان الله , تحمل رأسها في حركة برجوازية لترى ما يفعل ضناها الذي أثقل في مشيته و طفح عرق يديه يتسايل حتى إنزلق من يديها و أطال النظر في البيلون الأخرس عنف المكان ....
و عرفت فلذتها أنه شيء من الدمى التي لا تتحرك , ورتبت على كتفه .... سأهديك في العيد بيلونا ناطقا .. فأجابها ببراءة اليتم و هل العيد غدا ياحورية ؟ ... فتتلذذ في أغوارها لأن الصبي لم يناديها بأمه فأقنعت نفسها لحظات أن مفاتنها لازالت جد متوقفدة و الخنق الذي يحمله وجهها زادها بريقا و أنشأت برعشة الغرور لا يعدل أولئك الأغبياء متاروا الأميال متصدقون بنظرات لاحاجة للناس بها . و تفيق حورية من سباتها و من أحلامها المزعجة على تغريدات طفل طفطف ببكائه أنس المكان , و لد يتيما لأختها بركاهم ... من اب أغتيل خطأ ... حاورت حورية قدرا ليس لها في قصة طرحتها و أنشدتها عندما كانت تسند بركاهم أثناء المخاض ونامت فصنعت أطوار ذلك الفصل .
حورية امراة مطلقة تعيش مع ابنها في شقة لوحدهما تصارع السنة السوء وتتربص بها عيون الغرباء .. ومع ذلك ضلت صامدة لاتذروها الرياح لان معدنها الطيب هو الذي جعلها تصارع دون عقدة بل اصبح وجودها وعقلها الدائم هو عقدة للاخرين من الشومارة والبطالين في قريتها ..
صباح الخير ياجاري ، انت في دارك وانا في داري مثل شعبي
*القدر اليتيم *
تستدير بوجهها على حين غفلة , وببراءة اليتم تتفقد صغيرها في حركة تشبه الحركات المعهودة بها ... بعض من طيات لإحمرار صانعة بذلك ترتيل إضافية مصطنعة ، لا تريد أن تثير فتنة الناظرين و المتأملين بأعينهم حركاتها المحتشمة .
أحكمت معصمها على زند و ليدها و دفعت به خطوتين أمامها فأحدثت بمعطفه تمزقات ... يالها من ماركة سوداء ... و كتمت بكاءا سرمديا بأعماقها ... من اين لي أن أشتري له آخر .. ؟ راودتها نوازع مختلفات .. ماذا يقولون عنه ابن اليتم ..؟ ابن حورية .. ابن المرحوم ..كانت تأبى أن تصارع كنايات من تلك التي تحفظها العجائز ...، ويطبقنها على وليدها .
وهرولت يمينا .. كانت أحياء اليتامى متفرقة مترامية الدكاكين واسعة الأرجاء .. وأدارت برأسها في حركة آلية الى أقرب بوتيك اليها.
كان جلادا يبيع الروائح والعطور .. وأتت الى آخر في نهاية شارع المعدومين يبيع بقايا العفن القاوري جاكيتات .. سراويل .. لكنها من بلاد الصليب , لبسوها في السبعينات وصارت لدينا موضة في التسعينات .. كانت حورية تبحث لنفسها عن مكان وسط ذاك الزخم الرجالي والنسائي ...وعاودت النظر من زوايا مختلفة لعل من أحد يبصرها فيقول تلبس بنت ... ابنها الشيفون والخردة .. وعندها وصمة عار ومذلة , لكنها أفضل بكثير مما ينتجون عندنا .
كل شيء هنا لايعجب حورية .. نظراتها واستحقارها لمن حولها زادها تهجما والحادا بنعمة تسايرها .. مالهم يتصارعون ... يتكالبون ... ويقولون أن الكولون عدونا الأول ..؟ سي محمد يسأل أحد الشبان عن ثمن كيلوت أبيض ... يخيم الإحتشام على ذلك البوتيك الضيق المقذوف الى آخر زاوية من حي " ق" ... الغربي وروائح الأحذية الملبوسة والمعروضة للبيع تنبعث منها روائح الكافور الأبيض ..لماذا يسأل هذا الغبـــــي ..؟ الأيستحي ..؟ صدق مـــن قــــــــال " الذين استحوا ماتو" ...
وتتذكر على الفور أنه لاحياء في بوتيك يبيع الشيفون .. وغرست يديها النحيفتين في كومة من المعاطف الصغيرة المرقعة المختلفة الرسومات كانت متحركة ....ومن لبها أخرجت معطفا محمرا حمرة شفتيها الراقصتين ... ونسيت أن يدا أخرى كانت تحكم قبضتها على ذلك المعطف .. أحست حورية بقوة تجذبها مدا وجزرا وبحرارة كامنة بدت تفور من مناكبها مثل رجل عمل نهاره فغرق في عرق تفوح منه روائح " ف" .
كانت يد جارها " ق" لازالت تمسك مؤخرة المعطف وأبرقت بعينيها مثل نجم ثاقب تحاصر المكان ... وبعثت بتنهيدة الحيارى ..لماذا تلاحقني هذه الأشباح وأقحمت أنوثتها المرنة في قوة هلنسيكية تختبر فيها مشاعر الرقة المطاردة ... ونثرته من يد جارها ...وسارت بعد ما دفعت الثمن رخيصا ...هرولت تجر وليدها وكأن لعنة الثمن البخس تلاحقها ...أنت السبب ...أنت سبب المعاكسات ...ورجعت بدوائرها الى الوراء ...بل أنا التي دفعتك وتحول قزحية الكلام منها واليها ...وصارت تحدث نفسها كالهائمة المريضة , كلما فتقت بأرجلها شوارع المدينة تدير معها الرؤوس الآدمية.
و تلاحقها العيون الصائمة تبحث لها عن مناظر في هذا الجسد المثقل المحتشم , ... ترسل بزفرة حادة و كأنها تبحث عن شيء ضاع في تداريج السماء .. تساؤولات تراودها كلما شاهدت تلك العيون الحارقة من وجوه شاهت فدست في قسماتها ضرام الكتب و أخرى لتصاوير مختلفة تحملها سيارات تبعث بأباريقها حينا لتجلب إليها العذارى من لابطاقة لهم حتى و لا هوية .
من أين إكتسبوا هذا الإيقاع ؟ ... نظرة وليدها هي الأخرى لم يع ما يدور حول أمه لأنها لم تترفل في مشيتها ... أدام النظر في " بيلون " أخرس كان يجلس خلف سيارة قديمة يفوق عمرها سن الهالك في جنان الله , تحمل رأسها في حركة برجوازية لترى ما يفعل ضناها الذي أثقل في مشيته و طفح عرق يديه يتسايل حتى إنزلق من يديها و أطال النظر في البيلون الأخرس عنف المكان ....
و عرفت فلذتها أنه شيء من الدمى التي لا تتحرك , ورتبت على كتفه .... سأهديك في العيد بيلونا ناطقا .. فأجابها ببراءة اليتم و هل العيد غدا ياحورية ؟ ... فتتلذذ في أغوارها لأن الصبي لم يناديها بأمه فأقنعت نفسها لحظات أن مفاتنها لازالت جد متوقفدة و الخنق الذي يحمله وجهها زادها بريقا و أنشأت برعشة الغرور لا يعدل أولئك الأغبياء متاروا الأميال متصدقون بنظرات لاحاجة للناس بها . و تفيق حورية من سباتها و من أحلامها المزعجة على تغريدات طفل طفطف ببكائه أنس المكان , و لد يتيما لأختها بركاهم ... من اب أغتيل خطأ ... حاورت حورية قدرا ليس لها في قصة طرحتها و أنشدتها عندما كانت تسند بركاهم أثناء المخاض ونامت فصنعت أطوار ذلك الفصل .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة مايو 01, 2020 2:02 am من طرف حمام محمد زهير
» تتفجير الأنوثة في قصيد قالوا : إني غشيم للشاعر سليمان الجناحي:
الجمعة مايو 01, 2020 2:01 am من طرف حمام محمد زهير
» يد الله .. والكرونا( في قصيدة للشاعرة المهاجرة الهام زكي خابط.في السويد
الجمعة مايو 01, 2020 1:57 am من طرف حمام محمد زهير
» لتخييل الإبداعي في مشانق و أنوثة للشاعرة دليلة ذيب شقراء
الجمعة مايو 01, 2020 1:56 am من طرف حمام محمد زهير
» المحاضرة التاسعة الاعلام و الخرافة
الجمعة مايو 01, 2020 12:47 am من طرف faroukwar
» مراجع المحاضرات
الجمعة مايو 01, 2020 12:18 am من طرف حمام محمد زهير
» المحاضرة الثامنة الاعلام في عهد الاستعمار
الجمعة مايو 01, 2020 12:15 am من طرف حمام محمد زهير
» المحاضرة السابعة الشركاء المساهمون في تنمية الاتصال الجواري
الجمعة مايو 01, 2020 12:14 am من طرف حمام محمد زهير
» المحاضرة السابعة الاتصال والاعلام الديني
الجمعة مايو 01, 2020 12:11 am من طرف حمام محمد زهير