موقع الدكتور حمام محمد زهير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

سحابة الكلمات الدلالية

المقارن  دراسة  الادب  القيادة  الاتصال  التسيير  

المواضيع الأخيرة
» راءة تفكيكية في "حماقات شاعر. " للشاعر سليمان جوادي..
المحاضرة السابعة  الاتصال والاعلام الديني Emptyالجمعة مايو 01, 2020 2:02 am من طرف حمام محمد زهير

» تتفجير الأنوثة في قصيد قالوا : إني غشيم للشاعر سليمان الجناحي:
المحاضرة السابعة  الاتصال والاعلام الديني Emptyالجمعة مايو 01, 2020 2:01 am من طرف حمام محمد زهير

» يد الله .. والكرونا( في قصيدة للشاعرة المهاجرة الهام زكي خابط.في السويد
المحاضرة السابعة  الاتصال والاعلام الديني Emptyالجمعة مايو 01, 2020 1:57 am من طرف حمام محمد زهير

» لتخييل الإبداعي في مشانق و أنوثة للشاعرة دليلة ذيب شقراء
المحاضرة السابعة  الاتصال والاعلام الديني Emptyالجمعة مايو 01, 2020 1:56 am من طرف حمام محمد زهير

» المحاضرة التاسعة الاعلام و الخرافة
المحاضرة السابعة  الاتصال والاعلام الديني Emptyالجمعة مايو 01, 2020 12:47 am من طرف faroukwar

» مراجع المحاضرات
المحاضرة السابعة  الاتصال والاعلام الديني Emptyالجمعة مايو 01, 2020 12:18 am من طرف حمام محمد زهير

» المحاضرة الثامنة الاعلام في عهد الاستعمار
المحاضرة السابعة  الاتصال والاعلام الديني Emptyالجمعة مايو 01, 2020 12:15 am من طرف حمام محمد زهير

» المحاضرة السابعة الشركاء المساهمون في تنمية الاتصال الجواري
المحاضرة السابعة  الاتصال والاعلام الديني Emptyالجمعة مايو 01, 2020 12:14 am من طرف حمام محمد زهير

» المحاضرة السابعة الاتصال والاعلام الديني
المحاضرة السابعة  الاتصال والاعلام الديني Emptyالجمعة مايو 01, 2020 12:11 am من طرف حمام محمد زهير

أبريل 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
282930    

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




المحاضرة السابعة الاتصال والاعلام الديني

اذهب الى الأسفل

المحاضرة السابعة  الاتصال والاعلام الديني Empty المحاضرة السابعة الاتصال والاعلام الديني

مُساهمة  حمام محمد زهير الجمعة مايو 01, 2020 12:11 am

راودتني فكرة الكتابة عن موضوع الاتصال الطرقي و الإعلام الديني في نهاية الثمانينات ،عندما حضرت مناقشة مذكرة ليسانس في علوم الاعلام والاتصال لزميلي الصحفي "الطاهر بلعيدوني" حول الطرقية في الجزائر فخامرتني الفكرة في أن أطورموضوع الطرقية في شكل دراسة تحليلية تتناول الاتصال الطرقي ، بدلا من الاشارة الى نشاط الطرقية المعروف ولم اكن أنوي ان اقدم احصاءا شاملا للطرائق،لانه في تلك الفترة كانت الساحة العلمية تفتقر الى مصادر تتناول الاتصال الطرقي اضافة الى عزوف الباحثين عن تناول فكرة الاعلام الاسلامي بسبب تعقد مفهومه .
لهذا رأيت أنه من الضروري الخوض في تجربة تشخيص واقع الإعلام الديني الإسلامي والاتصال الطرقي في بلادنا على سبيل الاكتشاف، قبل أن يتم الخوض مستقبلا في تحليل هذين الإعلاميين في كتاب لاحق ، يتناول التصوف .


في البداية يجب التوضيح بأن فكرة الإعلام الإسلامي، لم تهضم بعد بسبب تعقد مفهومها حيث أصبحت تعرف كمفهوم شامل خارج مجالها الحقيقي الديني لأنه ذهب مع الدولة الإسلامية الشاملة على الارض التي كانت تحكم المبادئ الشرعية بصفة كاملة في الحياة اليومية في عهد الخلفاء الراشدين .
وفي جميع شؤون الحياة، ولهذا فان كل فقهاء الإعلام أجزموا على أن فكرة الإعلام الإسلامي أصبحت غير نافذة بسبب تعدد الديانات في العالم وتعقيدات الحضارات التي إحتضنتها الأرض.
من هنا أصبح من المنطقي التحدث عن أعلام ديني إسلامي محض يتناول الوسائط الدينية التي تنقل مختلف رسائله الى الجمهور العريض سواء في القرى او المداشر وحتى داخل الاسر ، ونظرا لكون المواد الإعلامية المستعملة في الزوايا والطرقية كانت مجالا خصبا لدفع الإعلام الديني الاسلامي إلى الوضوح أكثر، رأيت من الافظل تسليط الضوء على الاتصال الطرقي في الجزائر، من خلال النشاط الديني للزوايا ،وقد حاولت التعرض إلى ذلك من باب إحصاء العمل الطرقي في الجزائر قبل الخوض في تحليله أكثر، وهذا كان عملا مقصودا منا لتحليله في المستقبل.
ما جاء في دراسة الإعلام الديني الإسلامي والاتصال الطرقي هو لتوضيح مفهومي الاتصال والإعلام من جهة وتبسيط مفهوم الإعلام الديني الإسلامي والاتصال الطرقي ، حتى يصبح الطالب والقارئ في المستقبل على بينة من مناقشة المصطلحات الاعلامية التي أولي لها أهمية كبيرة في البحث العلمي.
و حاولت توظيف المنهجين التحليلي والتاريخي في الإشارة إلى الحوادث الماضية التي مرت بها الطرفية، من خلال استقراء نشاط الزوايا ، وفي بعض الأحيان لجأت إلى توظيف المنهج التحليلي، لاقف على بعض الظواهر بالتحليل لاسيما المتعلقة بالإعلام الديني.
وأدخلت في وسط الدراسة مقدمة عن بداية الكتابة الإعلامية للجزائريين في الفترة التي سبقت الفترة الاستعمارية و إثناءها، وهذا في محاولة لإضهار الكتابات الدينية الى كانت تدخل تحت خانة الاعلام الديني الذي كان يمارسه بعض الشيوخ أمثال الشيخ بن الفكون وعبد الحميد بن باديس.
ولا اخفي أن الأستاذ الفاضل الدكتور عزت عجان نصحني بالاسراع في الكتابة عن الأعلام الإسلامي لازالة ذلك التعقيد ، و ما شجعني هو تقديمه بعض المفاهيم الخاصة بالإعلام الإسلامي التي وضفتها في هذه الدراسة.
ولما وجدت المفاهيم المقدمة لي من طرف الدكتور ، توازي أو تكاد تقترب من المفهوم الذي أعرفه عن الإعلام الإسلامي ، بدأت في محاولة الغوص في هذه الدراسة معتمدا على تجربتي الميدانية متمنيا في المستقبل القريب أن اخرج سلسلة حول مناهج الاتصال المستعملة في أكبر الزوايا المعروفة على المستوى الوطني.
ولعل الشيء الأكبر الذي دفعني إلى الكتابة عن الاتصال الطرقي هو ما لمسته إثناء إندماجي رفقة صديقي الأستاذ رشيد بوعزيز في إحدى التجمعات التي عقدتها الزاوية الهبرية بالبليدة والمعروفة عند فقراء الطريقة بالجمع العام حيث لمست اتصالا غريبا بين الفقراء (المريدين).
فتولد لدي إحساس بأن الاتصال الطرقي يجب الخوض في دراسته على الأقل من أجل اكتشاف أسرار هذا الاتصاال الذي من الممكن أن يحل مشاكل كثيرة في المجتمعات التي تشكو الانحراف والتسيب .


اولا:مفهوم الإعلام الإسلامي وخصائصه
سنتناول مصطلح الاعلام الديني الاسلامي من وجهة نظر مختلفة لفقهاء الاعلام ، رغم أنه يبقى من المصطلحات المبهمة حيث يشكل ظاهرة تشبه العولمة ، في عمومها لكنه في الوقت الاخير أصبح يقتصر على تسمية الإعلام الديني أو الدعوى، الذي تستعمله وسائل الاتصال الحديثة في مادتها الإعلامية وخاصة في المناسبات الدينية.
أصبح ينظر الى الاعلام الاسلامي من باب الشمولية التي تنسب إلى العالم الإسلامي تطبيق الشريعة مئة في المئة على غرار دولة الخلفاء الراشدين.
1- مفهوم الإعلام الإسلامي وخصائصه:
إن الإعلام الدينيي الإسلامي هو ممارسة ، شمولية تقترن بمجال الدعوى الى اتباع تعاليم الدين الاسلامي الحنيف، وتبليغها بإستعمال وسائل الاعلام ،وقد حافظ الإعلام الإسلامي في العصرين الأموي والشيعي على وسائله رغم الصراعات العلمية والمنافسة المذهبية، بين مختلف الفرق والطوائف الإسلامية.
أ- مفهوم الاعلام الإسلامي في نظرالاعلاميين العرب
حاولت بعض الاتجاهات العربية إيجاد تعاريف لمصطلح الإعلام الديني الإسلامي ، وهي إتجاهات تقاربت وإختلفت في ما يخص تعريف المفهوم وإعطائه بعدا إعلاميا و إتصاليا مهما ومنهم .
زين العابدين ألركابي:
يرى أن تشكل الأعلام الإسلامي ، لا يكون إلا في مجتمع إسلامي ، عندئذ يمكن إعلاء كلمة الله بكافة وسائل الاتصال المناسبة ، لكل عصر التي لا تتناقض مع مقاصد الشريعة ، والإعلام ليس مقصورا على عصر ما وفترة زمنية ،على عكس ما قاله عبدا للطيف حمزة ،الذي حصر الإعلام الإسلامي في صدر الإسلام بنهاية عهد الخلفاء الراشدين ،بينما وضح زين العابدين إن وسيلة الاتصال يجب أن تكون متفقة ومنسجمة مع المنهج الإسلامي، لأنه لا يجوز إغفال الأحكام الشرعية في الإعلام الإسلامي.
2-الباحث محمد قطب:
يقول أنه لا يمكن الحديث عن إعلام إسلامي إلا حين تنطبق حياتنا على قواعد الإسلام وأركانه انطباقا كاملا تنبثق منه انبثاقا من تصورات الإسلام ومفاهيمه ،وفي رأيه إن الإعلام منهاج كامل للحياة وهو نتاج بيئته فلا يمكننا إن نقتطع الإعلام وحده ، فنصبغه بصبغة الإسلام ولا يقتصر هذا الإعلام على الأحاديث الدينية والمواعظ وإنما عرض جميع العادات الإعلامية من وجهة النظر الإسلامية.
3-الباحث محمد السيد محمد:
يرى أن الإعلام الإسلامي هو الإعلام العام غير المتخصص بمجتمع مسلم أو دولة مسلمة أو حكومة إسلامية، غير إن تعقيدات العصر الحالية ، تحتم القول بان الإعلام الإسلامي هو صورة من صور الإعلام المتخصص ، وهو الإعلام الديني، فالمجتمع الذي يطبق الشريعة هو مجتمع شمولي من حيث العقيدة ومتكامل، من حيث التنظيم والإعلام، لابد إن يعكس شمول العقيدة وتكامل البناء الاجتماعي، وبالتالي فكل شيء فيه إسلامي بدأ من المرح إلى مواجهة الموت ومادام المجتمع الدولي يطبق جزء من الشريعة ويترك أشياء أخرى لا يمكن أن يسمى إعلامه إسلاميا بل أعلاما متخصصا.



ب- أهداف الإعلام الديني:
في البداية عندما نتناول الاعلام الاسلامي حسب التعاريف التى وضعها فقهاء الاعلام فاننا نقصد تبين أهداف الإعلام الاسلامي في صدر الإسلام والتى كانت محل تحليل لمعظم المدراس الاعلامية المعاصرة ذكر من بين هذه الاهداف :
التبليغ بوحدانية الله سبحانه وتعالى: إن فكرة التوحيد كانت في كل الحضارات القديمة والحديثة حاضرة وقد دعى اليها الاسلام صراحة في مختلف الايات القرانية.
02- تنظيم حياة البشر:
هدف الاعلام الاسلامي من خلال وسائطه الى تنظيم حياة البشر، على أساس الاخوة، من خلال ما روى عن الأنبياء من أحاديث وذكرته الرسالات السماوية فكلها إتفقت على إصلاح البشر من هوى الشيطان وفجور النفس.
بين القران مدى قدرة الله سبحانه وتعالى في التأليف بين الناس (( إن خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا )) "إن أكرمكم عند الله اتقاكم،" كما أخا الرسول بين المهاجرين والأنصاررجلا لرجل،حتى وصل الامر بأن يقوم نفر من الأنصار بتطليق زوجته الثانية ليتزوجها المهاجر (( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )) الآية.
03- العلم بالساعة والفناء:
أورد الرسل والانبياء معلومة حول فناء البشر وموتهم وحسابهم،وعملوا على إقناعهم بذلك فلم يخلق الله تعالى البشر عبثا بل (( كل يأتي الرحمان فردا )) الآية.
وضح المرسل (الله تعالى) إلى المستقبلين من البشر حقيقتهم بعد الموت التي وعد الله عباده بجنات تجري من تحتها الانهار للذين يعملون الصالحات. (( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها )) الآية .وأما الذين عاثوا في الأرض فسادا (( فسوف يلقون غيا)) الآية.
04-العبادة:
تمثل العبادة جوهر كل الرسائل الإعلامية التي وردت في مختلف الصحف والآيات، فهي توضح الدعوة إلى عبادة الله و الإقرارله بالوحدانية في الكون (( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد )) وفي موضع أخر قال تعالى (( وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدوني )) الآية.
وضع المولى تعالى وسائل إعلامية روحية مقدسة تتمثل في الصلاة، باعتبارها أكبر قناة اتصال على المستوى الكوني، لأنها توصل العبد بربه فهو عندما يصلي يعني أنه أمام ربه مباشرة دون واسطة من وسائط الإعلام الأخرى.وأمر تعالى بصيانة هذه ااوسيلة الإعلامية الوحيدة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.
ثانيا: خصائص الإعلام الديني:
توفر الاعلام الاسلامي اثناء فترة شمول الدعوى بقاع العالم على خصائص ، اصبحت تشكل في وقتنا الحالي أحدى مميزات الاعلام الديني ومن بين هذه الخصائص.
01- رسائله روحية:
قامت رسائل الإعلام الإسلامي على مبدأ الوحدانيةو الإيمان بآل الرسول، فكل رسائله كانت تخاطب الروح ووتحاول اصلاح النفس وتحقق له اصول التوافق الاجتماعي بعدما تعرض الى ظروف مختلفة كنقص الكلأ، والجفاف والأمراض وتناحر الأديان الشيئ الذي صعب على الناس فكرة التصديق بالرسل في بادئ الامر حتى وعوا رسائل الاعلام الروحية من ايات قرانية واحاديث قدسية.
03-القــــــــيم و الموضوعية:
كان الرسول ص يأمر بالتبليغ عنه بكل أمانة ( يبلغ الشاهد الغائب رب مبلغ أوعى من سامع ) متحريا بذلك الموضوعية في الإعلام الذي يحمل الرسائل الإسلامية ، منها كلام الله ا المنزه عن قول البشر،فلا يعقل أن ينقل مسلم أو أي كان ، كلام الله تعالى وتعاليمه التي بلغها للأمة بإستخفاف أو بتحريف.
لهذا فإن المرسل المسلم يتحرى الموضوعية في أسمى صورها ونقصد بها تلك الموضوعية التي لا تتعامل مع الكذب مهما كانت الظروف،ولهذا فقد شجب الرسول ص أي طريق غيرها وهو الذي قال ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ).
وقد ضرب هذا الإعلام أروع الأمثلة في التعامل مع موبقات الهدم كالكذب وتحويل الرسائل الى غير اهدافها وفي هذا قال تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) الآية 6 الحجرات.
04-الشمولية:
بعث النبي إلى الناس كافة دون تمييز لا بين الأفراد أو الشعوب ، وهذا ما يؤكد أن رسالة الإسلام ذات طابع تنظيمي كانت تسيره الدولة بما يضمن صون مصلحة الوطن لأن حبه من باب الإيمان.
لهذا وضعت مناهج عديدة لتنظيم حياة المواطن حفاظا على المصلحة، فإنه لا تكاد نرى خطب جمعة إلا وقد اعتراها الحس الجمعوي الهادف إلى بناء معالم الدين وتنميتها في نفوس شباب الأمة.
فهناك قنوات تذيع الأذان وتذكر مواقيت الصلاة والبرامج الدينية الإصلاحية وقد سلك الرسول الأعظم كل الوسائل الدينية لتربية النشا كالخطب، وتعاليم الجماعة، والحلقات ورسائله إلى ملوك العالم.

تحدث الكثير ولاسيما الدكتورين ابراهيم امام والدكورة عواطف عبدالرحمان عن تقدم الاعلام الاسلامي في العصر الاموي لهذا سنفرد في هذا العنصر بعض النقاط الى ترتبط بالعصر الاموي .













ثالثا: تطور وسائل الإعلام الديني في العهد الأموي:
إن كل مرحلة من حياة محمد ص حافلة بقصص عجيبة، عكست إرادة هذا المعلم لتبليغ أمانة ربه إلى أقصى بقاع الأرض، لهذا سنكتفي بذكر أهم الوسائل الإعلامية المستعملة في هذا الأعلام.
1-الأذان:
إن الأذان هو كلمات الله الخالدة غير القابلة للتحويل فقد سنها الله لعباده يوم بني مسجد المدينة حين دخلها النبي مهاجرا، حيث أشار إلى بلال بن رباح الحبشي إلى المناداة (الأذان) خمس مرات في اليوم، فكانت أول رسالة جامعة تستجيب لها النفس برهبة قبل الجوارح،وفي مضمونها دعوى إلى الصلاة ( حيا على الصلاة وأخرى للفلاح ( حيا على الفلاح )).
والبعد الإعلامي للآذان يظهر في الآذان نفسه كرسالة إعلامية تعلم الناس للدخول إلى الصلاة وهي موجهة إلى المسلمين كافة سواء بمكة أثناء الحج أو بصفة جمعوية في المنطقة أو الحي.
2 -آذان الإقامة:
يعد أذان الاقامة رسالة إعلامية سنها الرسول ص لبداية الصلاة 'فقد قامت الصلاة قد قامت الصلاة ' وهي كلمات واضحة عندما يسمعها المستقبل يجيب مباشرة في رد فعل ،هو الاصطفاف من أجل الدخول في الصلاة.
أ-الأذان في وسائل الإعلام: عملت الدول العربية على إذاعة أذان الصلوات في وقتهافي مختلف وسائل الاتصال الجماهيرية .
3-صلاة الجمعة:
هي تجمع يسمع فيه المرسل الإمام الخطيب المسلمين أمور دينهم بأسلوب يختلف من إمام إلى آخر،يذكر الناس بدينهم ودنياهم وتعد وسيلة صلاة الجمعة من بين الوسائل الهامة جدا لأنها تحدث أثرا جمعويا بسبب اجتماع الناس وسماعهم مباشرة من الخطيب.
4) صلاة الجنازة وصلاة العيدين والاستسقاء:ا تتم بين المصلين كمرسلين ومتوسلين وشاكرين إلى الله العظيم طمعا في مرضاته.
5-الحج :يجتمع فيه المسلمون من كل أنحاء الدنيا يؤدون مناسكهم رغبة في التقرب إلى الله في مهبط القرآن بأم القرى مكة يؤدون مناسك سنها الرسول وفرضها الله سبحانه وتعالى وهي أكبر وسيلة اتصال جامعة بين العبد وربه وبين العبد والعبد والجماعة
فقد قال الرسول ص في فضل هذه الوسيلة الجماهيرية أي رجل خرج من منزله حاجا أو معتمرا فكلما رفع قدما ووضع قدما تناثرت الذنوب من بدنه كما يتناثر الورق من الشجر فإذا ورد المدينة وصافحني بالسلام صافحته الملائكة بالسلام .1فإذا ورد ذا الخليفة واغتسل طهره الله من الذنوب وإذا لبس ثوبين جديدين جدد له الله من الحسنات وإذا قال لبيك اللهم لبيك أجابه الرب عز وجل بلبيك وسعديك أسمع كلامك وأنظر إليك ، فإذا دخل مكة وطاف وسعى بين الصفا والمروة وصل الله له الخيرات ، فإذا وقفوا بعرفات وضجت الأصوات بالحاجات باهي الله لهم ملائكة سبع سموات ويقول ملائكتي وسكاني أما ترون إلى عبادي أتوني من كل فج عميق شعثا غبرا قد أنفقوا الأموال وأتعبوا الأبدان فوعزتي وجلالي وكرمي لأهبن مسيئهم لمحسنهم ولأخرجنهم من الذنوب كيوم ولدته أمهاتهم فإذا رموا الجمار وحلقوا الرؤوس وزاروا البيت نادى منادي من بطنان العرش أرجعوا مغفورا لكم واستأنفوا العمل .1
5-القرآن :
هو كلام الله المنزه عن كل تأويل أو قراءة فهو أعظم رسائل الاتصال والإعلام المحكمة ذات التأثير الروحي العجيب فهو يرفع الرجل ويضع الآخر ،فقد ثبت عن عبد الله بن المسعود قوله إن هذا القرآن مأدبه الله فتعلموا مأديه الله ما استطعتم .
6-الحديث :
يعد الحديث هو الرسالة الإعلامية الهامة التي تناولت تفاصيل حياة الرسول ص في ما يخص تفسير القرآن وتارة شرح المنهج الإسلامي في التعامل مع الحياة .
وقد بلغت أحاديث الرسول حدا كبيرا من التاويل فظهرت فكرة التدوين والأخذ باشتراط الإسناد حتى تكتمل عناصره، وكان عبد الله بن عمر هو الذي عرف عنه التدوين ثم قام بعد عمر بن عبد العزيز في مطلع القرن الثاني ثم أخذت فكرة التدوين تتسع أكثر في منتصف القرن الثاني حيث اشتهر موطأ الإمام مالك بن انس وصحيح مسلم والبخاري .
لم يكن هناك تمييز بين الحديث الصحيح والخاطئ في العهد الأول للفتنة وقال بن سيرين 'لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا عرفوا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم ' فظهر الاسناد
- الاسناد :
ظهر الإسناد كأحد وسائل التصحيح للإعلام الإسلامي فقد قال الإمام الحافظ عبدالله بن مبارك ' الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء'
-التعريف بالرواة :
إن معرفة من هو ذي الراوي الذي تحدث عن الرسول يجعل المسلم يرتاح نفسيا وفكريا ،ولهذا فإن أمر تقديم هؤلاء للمسلمين يصفون منهجهم السوي في العيش سوف يؤدي لا محالة إلى تحقيق حالة روحية حقيقية .

ملخص
خلال ماسبق تبين ان الاعلام الاسلامي كان شديد الظهور في العصور الاولى التى تلت حكم الخلفاء الراشدين ، ولكنه سرعان مابدأ يتغير كمفهوم امام انتشار الفرق الطائفية التى فسرت واضافت وغيرت من بعض الرسائل الاعلامية حتى انحصر تطبيقها في جهة دون سواها من البلاد الاسلامية .
إنحصر الإعلام الإسلامي في وسائل الاتصال الحديثة ،ففي الصحافة المكتوبة لا تكاد تحتوي على صفحات دينية وعظية وتحسيسية قارة لكنها بحاجة إلى جمالية إعلامية .
لأنها قد تحسب على أنها ضرورية سوف تفقد الوسيلة أهميتها إن هي لم تدرج صفحات دينية تحتوي على موضوعات شيقة وفي بعض الأحيان ضعيفة وهي في شكل نقل الأحاديث وبعض القصص .
ولكن الأمر يختلف في المناسبات الدينية إذ يكثر البحث في المواضيع الإسلامية خاصة في شهر رمضان فلو اشتغلت فترة البحث في الموضوعات الدينية 3 مرات على غرار شهر رمضان لعاد الاعلام الاسلامي الى سابق عهده ،هكذا يجب أن يكون الإعلام الديني وليس الاعلام الاسلامي مكيفا مع الحقائق الدينية التى اشار اليها الاسلام بالاية والحديث .


الفرع السابع: الاعلام الطرقي

وفي هذا الفصل سوف نركز على مفهوم الاتصال الطرقي ودوره في نقل الإعلام الديني إلى الوسط الجمعوي منذ العهد الأول للطرق الصوفية الى يومنا الحالي وهذا لنشرح علاقة هذا الاتصال بالإعلام الديني ونقف مع ا لقارئ الكريم على حقيقة تلك العلاقة المتينة بين الاتصال الطرقي ورسائل الإعلام الديني
تعد الطرقية في الجزائر من بين الركائز التي حافظت على مقومات الشخصية الوطنية عبر التاريخ، ولاسيما تعليم القرآن والحديث والفقه ، فنقلت بذلك الشخصية الجزائرية من جيل إلى جيل ، تاركة رصيدا معتبرا من الآثار التاريخية القيمة ،المتمثلة في المخطوطات ذات المعلومات المهمة في كل مجالات الحياة ، والتي تدخل في إطار الأعلام الدعوى الذي كانت تباشر ه الطرقية، وقبل البد في شرح دور الاتصال الطرقي سوف نحاول توضيح المفاهيم التي وجدت دائما إلى جانب المادة الدينية .ومن بينها الإعلام الديني .























أولا:-مفهوم الاتصال الديني والطرقي والصوفي :
سوف نحاول في هذا العنصر التميز بين الاعلام الديني والاتصال الطرقي وايجاد العلاقة بينهما .
01 - الاتصال الديني :
نعني بالاتصال الديني ذلك الاتصال الذي تقوم به المؤسسات الدينية كالمسجد والزوايا ، والمدارس القرانية باستعمال وسائل الاعلام الاسلامي وفي بعض الاحيان وسائل الاعلام المتخصص .
02-الاتصال الطرقي :
نقصد به ذلك الاتصال الذي تقوم به الطرق الصوفية بينها وبين مريديها عن طريق الرسائل الدينية و الاعلامية المعروفة وغالبا مايكون في الزوايا او الخانقات.
03- الاتصال الصوفي :
نعني به كل اتصال يمارسه الصوفي بينه وبين الله تعالى حيث يبدأ الاتصال عن طريق النية ثم التوبة والمجاهدة والمحاضرة أي إحضار النفس أمام الله ،و المكاشفة حتى يرتفع الحجاب 1 حينئذ تقف النفس امام الله فيقذف نوره فيها وهو مايعرف بالعلم اللدني، وحتى تبلغ النفس درجة المكاشفة على مالكها ان يبدع في مجاهدتها حتى يؤدبها سواء اقترنت بالترغيب او بالترهيب .
وقد قرب الاتصال الصوفي المسافات بين المثقفين واهل العلم فلاجرم ان نجد الفلاسفة والمبدعون من اتباع الطرقية ،ينتمون الى بقاع مختلفة من العالم لان الغاية بالنسبة لهؤلاء تظهر في بلوغ درجة الكشف اما الطقوس التى نراها كرسائل اعلامية بين المرسل والمستقبل ، في بعص الدول فهي تختلف من صوفي الى اخر وتدرك بوقائع مادية يبررها كل مريد حسب تكوينه ، فسر هذا الاتصال الديني الطرقي الصوفي هو شوق ورغبة العبد الى معرفة ربه والاحساس به وقد تطور هذا الاحساس عندما اخطر الرسول صلعم بوجوب عبادة الله والتقرب اليه بالصلاة كوسيلة اتصال .




04- -تطور الاتصال الطرقي في الجزائر :
إن التصوف بصورة عامة كان حديث عهد في خمس قرون التي تلت الهجرة عندما اشتد التنافس بين الامويين والخارجيين ،خصوصا عندما رفض الفقهاء سياسة المعتزلة والخوارج المتمسكين بحكم الامام الغزالي عليهم، عندما رفض من خلال كتابه المنقذ من الضلال ، مغالطة المتكلمين الاشعريين و الاسماعيلين .
تمسك فقهاء حواضر الجزائر خاصة( طبنة ) بالكتاب والسنة ، حتى انهم رفضوا القياس والاجماع ، وابتعدوا عن مذهب ابي حنيفة الذي إشتهر بالرأي والقياس 1 .
لم يمنع ذلك ،طوائف بربرية من الاعجاب بعقائد المعتزلة منهم زناتة وهوارة الذين عرفوا بالصفرية والاباضبة ، وتلاحقت تلك العقائد بسبب انتشار الخارجية في جنوب طبنة وشمال ورجلان الفوضى والحروب التى مات فيها خلق كبير من العلماء والشيوخ ،بسبب فوضى الفرق الخارجية في الشرق ،لان الاتصال كان مفتوحا بسبب تواجد السلطة المركزية بالمشرق ،و مايبرر تلك هو المبادلات التجارية التي كانت تحدث بين الدولة الرستمية والامويين
لم يكن ذلك اتصالا فحسب بل اتصالا اجتماعيا وثقافيا جعل من كل اسرة صغيرة تستولي على الملك ، يذيع صيتها ، وهو ماحصل مع الدولةالعبيدية التى تنسب الى الخارجي أبي عبدا لله الصنائعي الذي خرب تيهرت في طريقه إلى سجلماسة ، لإنقاذ أخيه من الأسر 2 حيث بايع نفسه اميرا للمؤمنين سنة 910 م كما ذكره ابن الأثير في الكامل ، فظهرت أفكار جديدة غريبة عن مجتمع العرب والبربر، كالتحدث عن هوية العقل وتمجيد الإمامة وقد قال ابن هاني ممجدا إمامه عزا لدين قائلا " ما شئت لا ماشأت الأقدار * فاحكم فأنت الواحد القهار ".
فتكون لدى مسلمي المغرب الاوسط عقل مؤمن ، جعل الكثير منه يتخذ لنفسه طريقة لمناجاة ربه في مكان لايصل اليه البشر، فانطلق الكثير منهم الى الجبال مؤسسين لخانقات او خلوات للتعبد والتنسك على سيرة المتصوفة .
• إنتشار التصوف في الجزائرالقديمة :
إنتشر التصوف في المدن قبل الارياف الشيئ الذي اوجب التأثر به فقد ذكر انتشاره في بجاية ووهران وتلمسان وقسنطينة والجزائر كما تمركز في الاندلس وتونس ومصر وتبرير ذلك بقاء علاقة الحاكم بالمحكوم ، على ماهي عليه من استقرر الى غاية انتشارالفساد في صفوف الانظمة الحاكمة ، فقد ذكر محمد بن علي بن نظيف الحموي شرور هذا الفساد الذي ادى الى بيع أردب القمح بخمسة دنانير واكل الناس بعضهم بعضا، بحيث كانت المراة تاكل ولدها بسائر الالوان ، فانعدم جميع الاولاد وخلت مصر والقاهرة من اكثر اهلها بحيث ان الناس يموتون ومالهم من يدفنه فيبقوا على أحوالهم شهورا .
هج المتصوفة الى داخل المدن متخذين من الجبال اماكن دائمة للعبادة ، سميت بالزوايا قصدها المريدون للتعلم في سائر صفوف الفقه ، ومنها بدات أول بذور الاتصال الديني في التكون من خلال الزوايا التى سيرد ذكر تأثيرهاعلى المريدين ، وسوف نبدأ في التحدث عن تاثير الزوايا على انظمة الحكم قيبل القرن العاشر الهجري .
--------------
1-ابو القاسم سعدالله تاريخ الجزائر المؤسسة الوطنية للكتاب 83 ص 468
2- انظر التاريخ المنصوري لابي الفضائل محمد بن علي بن نظسف الحموي تحقيق ابو العيد دودو ص 35 .


حدثت فتن كبيرة بسبب إنتشارالمذاهب الخارجية الى الشرق ، وانتقالها الى المغرب نتيجة لجهود حركة الدعاة التى قادها كل من" سلمة بن سعد"و "عكرمة ابو عبدالله مولى بن عباس " اللذان كانا يدعوان الى الاباضية والصفرية .
وكان راسهما المدبر هو "أبو عبيدة مسلم بن ابي كريمة " يقطن بالبصرة وادعي له كثيرا من طرف الاتباع من بربر البتر وزناتة وكان اتصاله بأهل المغرب بسبب الفتن التي سببها بنو امية.
ورغم ماقيل عن ثورات الخارجية أدت الى بروز تصورات غريبة في الاعلام الاسلامي اتفق على انها كانت ثورة فكرية أنتجت أدبا وعلما وفقها ، وطورت العقيدة والمذهب السياسي واغنت الحضارة الاسلامية بعناصر مفيدة ، منها ظهورأدباء برعوا في الفقه من خلال فتاويهم ومخطوطاتهم ومقالاتهم الوعضية ،
فكل الكتب التى كتبها "عمر بن بحر الحافظ " كانت تدعوالى الايمان حيث نهج طريق المتكلمة على اتباع المعتزلة باسلوب ادبي رائع عكس البعد الاتصالي في رسائلهم الدينية .
ب ـ الوضعية الثقافية للمجتمع الجزائري قبل الإحتلال:
شهدت منتصف القرن الخامس عشر ظهورثقافة التصوف و الولاء لرجال الدين والعلماء وزادهم الأتراك مكانه فكان امحمد بكداش باشا ممن عرف عنه تقديس المشايخ و رجال الدين .
أنتج الجزائريون المثقفون أدبا راقيا خاصة من الذين هاجروا الى المشرق وقد شاع الفن الاعلامي بكثرة في وصف مكة لكنه كان يفتقد الى وحدة الأسلوب ووحدة التوجبة.
وعلى العموم فإن المادة الإعلامية كانت حاضرة بشدة لكنها لم تجد سبيلها للنشر لعدم توفر سياسة إعلامية من طرف الاتراك ومايبرهن عن وجود ذلك الزخم الفكري هو إنتشار مناظرات دارت بين الشيخيين " محمد التيار الحنفي" و"أحمد قدورة المالكي" ( بسبب اقامه الزوجين عندأهلهما )و كثرة العلماء الناقلون بالاضافة الى انتقادات "يحي الشاوي" لأهل عصره و فتاوى "الشيخ علي المرواني "ً الشاذة و ظهور فكر الخوارج على لسان "محمد البوزيدي "وهو من تلاميذ محمد التواتي.
وظهور كتاب السعي المحمود في نظام الجنود لإبن العنابي الذي كان يدعو الى تقليد الكفاروسواد رياضة الألغاز وحل المسائل الفقهية والبوقالات وإنتشار مايسمى بثقافة القهوة والدخان وموقف الشرع منها وحللت على انها تساعد على الشفاء من الام شقيقة وتساعد على قراءة القرأن وقيام الليل وحرموا شرابها في مراتع الزهور.






---------------------------------------------------
1-الصفرية هماتباع زياد بن صفر يؤمنون بافكار مختلفة منها عدم جواز قتل اطفال المشركيين تمسكو في التقية بالقول دون العمل اصحاب الكبائر مشركون .
2-موسى لقبال المغرب الاسلامي المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر

ج- طور الاتصال الطرقي في الحقبة العثمانية :
سنحاول في هذا العنصر الاشارة الى تطور الحركة الفكرية الصوفية التى دفعت مسارالحركة الادبية وفن الخطابة الى الاحسن.
اعتمد المتصوفة الاوائل على حياة الترحال لطلب العلم والحكمة من بلاد المشرق العربي والحجاز ، باعتبارها كانت مقصدا دائما لجميع علماء الدنيا ، نتيجة للزخم الفكري الذي سادها، واستعمل هؤلاء اتصالا مفتوحا ومباشرا عن طريق المخطوطات والرسائل الادبية والشعر، لما لهذه الوسائل من حجج ، رغم صعوبة تراكيبها الدلالية التى كانت موجهة الى نخب مثقفة من المريدين، على غرار ماورد في مؤلف العلامة "احمد بن يحي بن محمد الونشريسي " في كتاب الفتاوى الفقهية الذي عنون بالمعيارالمعرب والجامع المغرب فقد كانت تلك المخطوطات شاهدة عصر على تقدم الاعلام الديني في شتى صروف المعرفة الدينية.
كان دورالزوايا في فترة تواجد الاتراك ينحصر حول التحذيرمن الخروج عن طاعة الشارع ، حيث ساهمت "افكارعبدالكريم المغيلي" في تدعيم اسس الاتصال الديني فقد كان ينكر كل مايخالف الشريعة من خلال مؤلفه رسالة اعلامية كبيرة المنافع اسماها "تاج الدين فيمايجب على الملوك والسلاطين" يدعو فيها اتباعه الى التمسك بمناهج الشرع ، ووضح ذلك في كتابه الذي رد فيه على كتاب "جلال الدين السيوطي" صاحب طب الحكمة في علوم المنطق، سماه "مختصر لب الالباب في ردالفكرالى الصواب ، وهوللرد على الذين ارادوا تحكيم المنطق في كل شيئ وقد حارب المشعوذين ، ولمايئست من هذا الدورإتبع شيوخ الزوايا طريق الجهاد فإنقسموا بين مؤيد للاتراك ظهر منهم "احمدبن يوسف الملياني " و"ابن افغول " وهو ماجعل " عبدالرحمان الثعالبي " يدعو اهالي الجزائر للجهاد وتوفير ادوات الحرب .
ان ادراك دورالاتصال الذي قامت به الزوايا يظهرمن خلال الدعوة الدينية التى كانت يباشر اهدافهما، سواء كانت دينية محضة أو سياسية، فالعصر العثماني كان عصر تسييس الزوايا لانهم عملوا في اطار الطريقة البكداشية التى انغرست فيهم الى حد لايمكن وصفه بل ورث الاتراك التخوف والطاعة من كل الطرق التى يمتلك اقطابها علامات، فلقد كانت ترمي الى بعث النظام العثماني في الامة العربية والاسلامية ، وكحاجة المسلمين الى حكم خلافي يعود الى سابق عهد بالخلفاء ، فان بعض الزوايا رفضت و قاومت الاتراك، ومنها من اعتصم شيوخها بالجبال ، فقد روي " بيري راس" أنه مكث مع عمه مدة سنتين عند الشيخ "محمد التوامي" طلبا لرضائه فكان ذلك مؤشر بالنسبة للاعلام الديني الذي ارتكزت ركائزه في البداية على الاساطين التى الحقت ببعض اقطاب الصوفية ، نذكر منها جمعا عن الدكتور سعدالله .
-عندما حاول الزيانيون حرق القطب احمد الملياني لم تلتهمه النار وبردت
-دعوة الشيخ بن ملوكة على عروج عندما قدم الى جبال بني سناسن
-انتفاخ بطن الجندي الذي كلفه باي وهران بالقبض على محمد الهواري
فحولت تلك الكرامات مجتمع العثمانيين الى معتقد راسخ بالطرقية، فاصبح الجنود لاينطلقون الى الغزو، حتى يطلبون بركة الاولياء، فساد هذا الاعتقاد ارجاء الجزائر العثمانية .
أدت هذه الوسيلة الاتصالية الدينية الى نشر فروع اخرى لها في القرى والمداشر تعد شبيهة بالجمعيات المحلية حاليا، لنشر كرامات الطرقيين وخدمة المصالح الذاتية المتمثلة في طلب الهدايا والاوقاف .
وقف الكثير منهم موقف المتسلط على الحكام طالبين منهم السكوت عن اعمالهم المنتهكة للاداب العامة ، كهتك الاعراض وابتزاز المواطن وصارت كل طريقة تختص باسلوب اتصال لتحقيق ماربه في اقرب وقت ، ونشر الجهل فانتقلت سمعة هؤلاء الى الناس فصانوها تخوفا بسبب جهلهم ، فضمنوا بقائهم مدة اطول ، وهو الامر الذي جعلنا نكاد نجزم على ان الاتصال الديني للزوايا كان هو مفتاح الحل لكل السياسيين من البشاوات والدايات .
ومن جهة اخرى فان العمل الاجرامي اللاخلقي لبعض المبتذلة أثر كثيرا على سيرورة الزوايا المتأصلة ، التى كادت ان تنقرض بسبب هروب اتباعها الى زوايا اخرى وجهت رسائلها الاعلامية لتحقيق مصالح ذاتية ، ويعود الفضل الى الاهتمام بالمتصوفة الحقيقيين وتدريس اثارهم الى المخطوطات التى كثرت في القرن 16 واجتمع المقرؤون والمدرسون على تدريسها كما كان يفعل " الورتلاني" و"موسى بن علي اللاتي" و"على بن عبدالواحد الانصاري"
منها مخطوط (موضع السر المكنون في شرح الجوهر المكنون) للشيخ محمد بن علي موسى التغري و(نظم سلك المرونق في علم المنطق) وهو تاليف خاص بالرد على المرابط القيرواني للصوفي "عمر بن محمد الكماد الانصاري "ومخطوط خاص بشرح الصلاة المشاشية و(الدرة الشريفة في الكلام على اصول الطريقة)، "لمحمد بن علي الخروبي " ومؤلفات كبيرة منها ماكتب بخط اليد ومنها ماطبع وصارت تلك المخطوطات هي مبتغى العارفين من المريدين، فقصدوا اماكنها لجلبها واستنساخها بخط اليد فحافظت في مجموعها على الاتصال الديني بين مختلف الزوايا حيث يذكر انها تسابقت في مجال التاليف .


-----------------------------
1- ابو القاسم سعدالله تاريخ الجزائر الثقافي المؤسسة الوطنية للكتاب ص 467
3- انظر منشور الهداية لابن فكون ...


حمام محمد زهير

المساهمات : 16
تاريخ التسجيل : 20/12/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى