موقع الدكتور حمام محمد زهير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

سحابة الكلمات الدلالية

الاتصال  دراسة  المقارن  الادب  التسيير  القيادة  

المواضيع الأخيرة
» راءة تفكيكية في "حماقات شاعر. " للشاعر سليمان جوادي..
تتفجير الأنوثة في  قصيد قالوا : إني غشيم  للشاعر سليمان الجناحي: 		 Emptyالجمعة مايو 01, 2020 2:02 am من طرف حمام محمد زهير

» تتفجير الأنوثة في قصيد قالوا : إني غشيم للشاعر سليمان الجناحي:
تتفجير الأنوثة في  قصيد قالوا : إني غشيم  للشاعر سليمان الجناحي: 		 Emptyالجمعة مايو 01, 2020 2:01 am من طرف حمام محمد زهير

» يد الله .. والكرونا( في قصيدة للشاعرة المهاجرة الهام زكي خابط.في السويد
تتفجير الأنوثة في  قصيد قالوا : إني غشيم  للشاعر سليمان الجناحي: 		 Emptyالجمعة مايو 01, 2020 1:57 am من طرف حمام محمد زهير

» لتخييل الإبداعي في مشانق و أنوثة للشاعرة دليلة ذيب شقراء
تتفجير الأنوثة في  قصيد قالوا : إني غشيم  للشاعر سليمان الجناحي: 		 Emptyالجمعة مايو 01, 2020 1:56 am من طرف حمام محمد زهير

» المحاضرة التاسعة الاعلام و الخرافة
تتفجير الأنوثة في  قصيد قالوا : إني غشيم  للشاعر سليمان الجناحي: 		 Emptyالجمعة مايو 01, 2020 12:47 am من طرف faroukwar

» مراجع المحاضرات
تتفجير الأنوثة في  قصيد قالوا : إني غشيم  للشاعر سليمان الجناحي: 		 Emptyالجمعة مايو 01, 2020 12:18 am من طرف حمام محمد زهير

» المحاضرة الثامنة الاعلام في عهد الاستعمار
تتفجير الأنوثة في  قصيد قالوا : إني غشيم  للشاعر سليمان الجناحي: 		 Emptyالجمعة مايو 01, 2020 12:15 am من طرف حمام محمد زهير

» المحاضرة السابعة الشركاء المساهمون في تنمية الاتصال الجواري
تتفجير الأنوثة في  قصيد قالوا : إني غشيم  للشاعر سليمان الجناحي: 		 Emptyالجمعة مايو 01, 2020 12:14 am من طرف حمام محمد زهير

» المحاضرة السابعة الاتصال والاعلام الديني
تتفجير الأنوثة في  قصيد قالوا : إني غشيم  للشاعر سليمان الجناحي: 		 Emptyالجمعة مايو 01, 2020 12:11 am من طرف حمام محمد زهير

أبريل 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
282930    

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




تتفجير الأنوثة في قصيد قالوا : إني غشيم للشاعر سليمان الجناحي:

اذهب الى الأسفل

تتفجير الأنوثة في  قصيد قالوا : إني غشيم  للشاعر سليمان الجناحي: 		 Empty تتفجير الأنوثة في قصيد قالوا : إني غشيم للشاعر سليمان الجناحي:

مُساهمة  حمام محمد زهير الجمعة مايو 01, 2020 2:01 am

تتفجير الأنوثة في قصيد قالوا : إني غشيم للشاعر سليمان الجناحي:
دراسة: الناقد شكيب محمد زهير

صادفت قصيدة نسقيه تركيبية مقفاة مموسقة، مزركشة بمحسنات بديعية ، قررت أن ألامسها، في هذا اليوم من وسط الحجر الاجتماعي، لعلي أداوي به صوتا داخليا يلح عليا، بملامسة وقائع الشاعر سليمان الجناحي في قصيدة قالوا: غشيم الهوى ، فكانت الرحلة مفككة برفقة نظريات أدبية ، حملتها محمل الجد كالمحاكاة، ، فقمت بإعادة تقسيم المقاطع إلى وحدات بنائية ،خصصت كل وحدة إلى بناء لغوي اثنوغرافي لمتطلبات الحكي، وكأني بالوحدات المقسمة تشكل مراحل تجسيد )الماقيل(، وغرضي من ذلك لأشرح مفهوم الحب، وتداعياته عند الشاعر الجناحي، وتأثيره على الغير.وضمنت كل وحدة بسؤال مبدئي فجاءت الوحدات كمايلي:
1- الوحدة الأولى:سؤال لقلب متعب : كما يظهر في المقطع الموالي :..
قلبي الذي تَعِبَتْ منهُ إجاباتي
يا أيها الحُبِّ هل غادرتَ أوطانِ.
نلاحظ انه ينقصه تبرير التعب..هل هو تعب الجسد ؟ أم تعب الحب.؟.ولا أظنه تعب المحبة...لان الحب واحد والنساء أوصاف، لاشك إن هذا القلب الذي صادمته إجابات كثيرة يظهر أنها غير مقنعة ، بخصوص الحب ، لان سياق المفرد، لتعريف الحب،غير موجود معجميا، ربما لم يكن سوى مجموعة نظريات قيلت في الحب، ومعاناته وحرقته من خلال ظاهرة الغزل في الشعر الجاهلي وحتى في عصر النهضة،، ويستعد الشاعر في نفسه لتقديم تنازل،غير مفهوم ،ليسال الحب ، بمغادرة الأوطان، وكان حري أن يتكلم عن صنعاء،لان توقيع قلبه في الوحدة التاسعة كانت مشرقية ،لا غير، فاحسبه هنا قد ناقض نفسه على حد ماذهب إليه )كيوز( في نقد مربع غريماس، بقوله مجازيا أتعبتني الإجابات، ويساله مرة أخرى هل غادرت الأوطان ؟، ليبرراستعمال القافية الموسيقية النونية.، لنكن منهجيين، كيف نرى الصدر والعجز في توثيق العلاقة الترابطية؟ أو ما يسميه )ايتيو( بالتعاليق غير مجدي، وقد فتت السارد العلاقة برمتها..قلب متعب بإجابات غير مقنعة ،ويسال الحب سؤالا غريبا، ربما حاول السارد في الوحدة الاتية ان يقول شيئا اخرا، وحتى لا نتسرع في الحكم ـ ننظر في المقطع الثاني ونحتفظ بالتناقض الغريماسي.
2- الوحدة الثانية:: عنونت الوحدة الثانية: بسفر القلب وسوء الظن به، بناءا على قوله
شَرَّقْتُ بالقلبِ غَرَّبتُ بأحلامي
والناس تحسبني قيس الهوى الثاني.
يبدأ الشاعر بعملية السرد، باستعمال فعل الماضي وضمير المتصل، لينعت نفسه بنفسه، فكانت الوجهه مشرقية، أي انه اختار غربة إلى الشرق، هل كان الحب هناك عايشه بالغربة، ومادام أنه تغرب، كيف يحكم عنه الناس بأنه قيس الثاني؟، هل من اجل مواقفه؟ وهو في الغربة، ولم تظهر هاته المواقف، وكأني به يمدح نفسه ومخفيا عنا، تجاربه في المشرق، يعني يكتب سيرة ذاتية في مجال تجريبيه للحب كظاهرة سيكولوجية، هذا الطرح ربما مؤكد، لكونه يربط القلب بالحب، عندما يذكر القلب معناه أنه يذكر الحب أشبه بالتورية أو حتى الكناية، وهذا ثاني أمر، في تعقيد الصفة ، وإزاحة القارئ ليتبع جنان الحب في المشرق دون أن ينتبه إلى طريقة نقله ، فهو لم يحترم الزمن، ربما عمدا لكون الإجابات التي اسميها تجارب و التي قال عنها أنها أعيت قلبه، وقيس الثاني ، في اعتقادي غير ملزمة لأننا لم نقرأ في البيت الأول مايدل على أن السارد هو قيس الثاني، فلا أرى لاستعمال هذا الملفوظ إلا للضرورة القافية وتقديم الحس الموسيقي لنهاية الروي بين الصدر والعجز.

3- الوحدة الثالثة: رأيت أن الوحدة الثالثة تشبه عرض لصفة استيتيكية للحبيبة، وموقف القلب منها من خلال المقطع التالي:
أهيمُ شوقاً بذاتِ الذل نشواني
والقلبُ خالٍ من الأحبابِ وحداني
أدركتُ أنَّ الهوى حتماً سيلقاني
في آنِ مُوعدهِ من دون إعلانِ.
مايقال في هذا المقطع أشبه بصياغة فقرة فلسفية ، تعود إلى تقوية المشبه والمشبه به، من خلال تقديمه الهوى كمرادف للحب،واشتغاله على استرجاع الزمن عندما تعلق الأمر بالهوى، الذي قال انه جاءه بدون إعلان)في آن موعده دون إعلان،( وكان الهوى في نظره مرحلة أولى للحب، الم اقل أنها فقرة فلسفية، وسنزيد شرح ذلك وفقا لماقاله السارد، فهو قد اعترف بالهيام والنشوة، إذ أصبح لديه ألان أربع مصطلحات معجمية للحب) الهيام، الهوى, النشوى، والحب(، ألان أدركت لماذا تعب قلبه من الإجابات كما قال في الوحدة الأولى ) قلبي الذي تَعِبَتْ منهُ إجاباتي(
وانا انتقل إلى الوحدة الرابعة ، أدركت إن الشاعر يتنقل عشوائيا بين أفكاره دون تدقيق في آليات المكان والزمان محتفظا فقط بالحدث
4-الوحدة الرابعة: أسمتها تحكيم سطحي للرعية كما ورد في المقطع التالي:
قالوا غَشيم الهوى عني تركتهمُ
يرعون في هامشِ المفهوم قُطعاني
أهلي وناسي مع صحبي وخُلاني
للحبِّ قالوا لا قاضٍ وسلطانِ.
نقل خطابا جماهيريا ظن انه هو الرسالة البصرية الموجهة إليهم ،وقد فسرها بان الرأي العام كما عبر عنه) الآخرون، والأصحاب، الأهل الخلان(يخلطون المفاهيم بقولهم بأنه غشيم الهوى أو زير نساء، لأنه اكتشف أنهم لا يعرفون مفهوم الحب، بما انه ليس له قاض ولا سلطان..مع العلم قد ابدي تأسفا وغضبا من قولهم بأنه غشيم ترجمه عزوفه وتوليه بظهره عنهم، كما في قوله) قالوا غشيم الهوى عني تركتهم***يرعون في هامش المفهوم قطعاني
نلاحظ أن السارد هنا أتعبه عدم معرفة مفهوم الحب من الغير، مما جعله في المقطع الموالي يحاول إن يقدم الدليل وكانت هذه اللقطه بمثابة إعادة توجيه له إلى منهجية التحكم بالحوار الداخلي والخارجي.
5- الوحدة الخامسة : وضعت لها عنوان :القلب يدافع عن نفسه لما عجز السارد
أستغرب القلب من أفكارهم وأنا
أهوى التبتل في محراب رُهباني
عارضتُ في الحبِّ من قالوا بت حِكَمٌ
الحبُّ أعمى لعمري كيف وافاني.
نلاحظ انه بدا مستغربا من افكار الجماهير التي اشرنا إليها سابقا، وقد تراجع كسارد ليترك المهمة للقلب ويحتفظ السارد بالقدسية والصوفية بتوصيفه الضمير المتصل .)أنا( مبديا معارضة شديدة لأصحاب الحكم القاسي بأنه غشيم، وهو يعطي تعريفا من نفسه للحب بأنه اعمى ويستغرب كيف وافاه، لنفسر راهن العامة من الناس،بأنه غشيم وهذا من حقهم في ثقافتهم السطحية الظاهرية عندما يرون الرجل كل يوم هو في شأن، وانأ افهم السارد من خلال ثقافته حول ظاهرة الحب الأعمى، ولكن ما ينقص كيف نفهم الرأي العام الحاكم على الممارسة، بان الحب اعمي وليس كل رجل وقف مع امرأة وابتسمت له انه زير نساء أو غشيم.
في الوحدة السادسة حاول السارد إن يقدم بعض الأدلة ويفصح عن تجربة في المقطع التالي:
6- الوحدة السادسة: عنونته بصفات المحبوبة:
في موكب الغُنجِ طرفي من تأمَّلَهُ
وجهاً لوجهٍ صبيح الوجهِ رياني
زاهي الصبا ساجيَ العينين هيئتهُ
أمير بين الحسان الغيد فتانِ
أنستهُ في ربيع العمرِ وافقني
يمشي التأني سكن ما بين أجفاني
أطار باللحظِ يرميني فأبني لهُ
في الروح قصراً وفي الخفاق إيواني.
اللقطة السينمائية التي أتعبت ) اليبرتو كبوتشيني( في فيلم التيتانيك، أكاد أراها هنا جاثمة وما من انسان ينسى ذلك المنظر الإبداعي لقد رأى السارد محبوبته وهي تتدلل بكل عنقية ، مصادفا لها ناظرا لقسمات وجهها،الصبوح متزين بعينيها الفالقتين وهي في عمر الزهور ، تتمشى كانها تزف إليه أمام رموش عينيه، كانت لحظة حلم كبرى جعلته يبني لها قصرا بين الروح والقلب الخافق، الم اقل انه وصف جميل ، أشبه بإبداع سينمائي، هاته الصفات التي ظل يبحث عنها ولما وجدها بان القصر ، الذي كان سيبنيه مما يدل أن الحب لديه منظر جمالي وليس روحي،رغم انه بين لنا روحه الصوفية المتبتلة.ولكن لغة الشعر فيها كانت تتحداه ضاربة عرض الحائط كل مظهر للاستواء أو كف النظر عن موكب تغنجق تمر فيه واهدة العينين، مشرقية اللثام.
7- الوحدة السابعة: فصلت هاته الوحدة عن سابقتها لأنها بالغت في وصف جمال صاحبة القلب وأسميتها مبالغة الوصف والتجني: قال السارد:
بالغتُ في وصفهِ كلا وحاشاني
كالبدر طالعهُ في تَمِّ شعبانِ
ناسمتُ ضيفُ المُنى بالهمسِ غَمْغَمَةً
يا ليت بالحب كُنَّا ثاني إثناني
هو يدرك في لحظة بلوغ الذروة، انه بالغ في الوصف ومع ذلك لم يتملكك الاسترجاع في الوصف فزاد من تجنيه على الوصف، ولحقت بصفة القمر بتمام قمر شهر شعبان، فعلا هاته الأنثى كتمت أنفاسه ، وحق له في عالمه ذلك ،أن يعيش الهوينة، وبجمالية ذات رفعة لم تنقص من حوارياته ،لان قناعة السارد في الأوصاف التي وضعها كانت كافية بالنسبة له، وناقد من زاوية خاصة ، فالسارد يتبع مسار السطحية وليس الروحية ، فقد وقع ضحية انبهار البياض والتغنجق والدلال ، وهذه من الصفات السردية التي يحكم الناس على محبيها بأنه غشيم أو زير نساء، لأننا في كافة مراحل القصيدة لم تكن هناك إشارة لجمال الروح والعقل وحسن التدبر والتصوف والولاء، لم يكن حاضرا في معجمية الاستواء لا نثى يحبها رجل يريد منها الحكمة .



8- الوحدة الثامنة: عنونت تفاصيل هاته الوحدة البيانية باسم الأميرة المشرقية أو جيوكندا الشرق
قالت أحبك عليك القلب يسألني
والشاهد النبض في دمي وشرياني
قوس السجا فوق جفنيها هلال
لا الذنب عيني ولا ذا القلب غلطانِ
شرقيةٌ غُنجها المألوف سلواني
لائق عليها لثام الوجهِ صنعاني
في هذا السياق يعترف السارد بأهم شيء، كان لازما أن يظهر في السرد، عندما كان يبرر لأهله وخلانه، بأنه حب متبادل فهي اعترفت بأنها تحبه، ونظرا لرهافة حسه ومخملية مشاعره تفجرت ينابيع الدم والشرايين وزاده تصنعها من استعمال )الرسيل( على حاجبيها قد طبع لثام الوجه، وفي هذا المقطع نسي الشاعر استعمال الروي بين الصدر والعجز لتخيم الوزن الموسيقي ولكنه غض الطرف وصارت النونية في المقطع تسريح وإحسان.
9- الوحدة التاسعة : يختفي في أخر وحدة بيانية دون تصريح متمكن ، لهذا سميت هاته الوحدة الحب والأمل قال السارد في الأخير :
مرَّتْ على خاطري في الحلم ملهمتي
فوح الشذا عطرها مسكٌ وريحاني
فر الشاعر من قسورة، واختفى وراء الحلم متمسكا بالعطر الذي يكون قد لا مس زغبات انفه، وهو يعطس، عندما جالت عيناه رقة لهذا النوع من المنعاج العطبول ، المربوعة القد المتفشية كالداء في شوارع الشرق العربي..
تقنية الشاعر الجناحي مبهرة في تقديم وتأخير المشاهد، تختصر الإحداث سكاتا وتنطق في أخر ضفافها من نهاية القصيد، أعجبتني طريقة التناول، ولكن صفة التنقل بين الزمان والمكان، وعدم التفصيل هي مؤاخذة أسجلها في زاوتي الخاصة التي رأيت من خلالها هاته القصيدة القصصية.
دراسة: الناقد شكيب محمد زهير

صادفت قصيدة نسقيه تركيبية مقفاة مموسقة، مزركشة بمحسنات بديعية ، قررت أن ألامسها، في هذا اليوم من وسط الحجر الاجتماعي، لعلي أداوي به صوتا داخليا يلح عليا، بملامسة وقائع الشاعر سليمان الجناحي في قصيدة قالوا: غشيم الهوى ، فكانت الرحلة مفككة برفقة نظريات أدبية ، حملتها محمل الجد كالمحاكاة، ، فقمت بإعادة تقسيم المقاطع إلى وحدات بنائية ،خصصت كل وحدة إلى بناء لغوي اثنوغرافي لمتطلبات الحكي، وكأني بالوحدات المقسمة تشكل مراحل تجسيد )الماقيل(، وغرضي من ذلك لأشرح مفهوم الحب، وتداعياته عند الشاعر الجناحي، وتأثيره على الغير.وضمنت كل وحدة بسؤال مبدئي فجاءت الوحدات كمايلي:
1- الوحدة الأولى:سؤال لقلب متعب : كما يظهر في المقطع الموالي :..
قلبي الذي تَعِبَتْ منهُ إجاباتي
يا أيها الحُبِّ هل غادرتَ أوطانِ.
نلاحظ انه ينقصه تبرير التعب..هل هو تعب الجسد ؟ أم تعب الحب.؟.ولا أظنه تعب المحبة...لان الحب واحد والنساء أوصاف، لاشك إن هذا القلب الذي صادمته إجابات كثيرة يظهر أنها غير مقنعة ، بخصوص الحب ، لان سياق المفرد، لتعريف الحب،غير موجود معجميا، ربما لم يكن سوى مجموعة نظريات قيلت في الحب، ومعاناته وحرقته من خلال ظاهرة الغزل في الشعر الجاهلي وحتى في عصر النهضة،، ويستعد الشاعر في نفسه لتقديم تنازل،غير مفهوم ،ليسال الحب ، بمغادرة الأوطان، وكان حري أن يتكلم عن صنعاء،لان توقيع قلبه في الوحدة التاسعة كانت مشرقية ،لا غير، فاحسبه هنا قد ناقض نفسه على حد ماذهب إليه )كيوز( في نقد مربع غريماس، بقوله مجازيا أتعبتني الإجابات، ويساله مرة أخرى هل غادرت الأوطان ؟، ليبرراستعمال القافية الموسيقية النونية.، لنكن منهجيين، كيف نرى الصدر والعجز في توثيق العلاقة الترابطية؟ أو ما يسميه )ايتيو( بالتعاليق غير مجدي، وقد فتت السارد العلاقة برمتها..قلب متعب بإجابات غير مقنعة ،ويسال الحب سؤالا غريبا، ربما حاول السارد في الوحدة الاتية ان يقول شيئا اخرا، وحتى لا نتسرع في الحكم ـ ننظر في المقطع الثاني ونحتفظ بالتناقض الغريماسي.
2- الوحدة الثانية:: عنونت الوحدة الثانية: بسفر القلب وسوء الظن به، بناءا على قوله
شَرَّقْتُ بالقلبِ غَرَّبتُ بأحلامي
والناس تحسبني قيس الهوى الثاني.
يبدأ الشاعر بعملية السرد، باستعمال فعل الماضي وضمير المتصل، لينعت نفسه بنفسه، فكانت الوجهه مشرقية، أي انه اختار غربة إلى الشرق، هل كان الحب هناك عايشه بالغربة، ومادام أنه تغرب، كيف يحكم عنه الناس بأنه قيس الثاني؟، هل من اجل مواقفه؟ وهو في الغربة، ولم تظهر هاته المواقف، وكأني به يمدح نفسه ومخفيا عنا، تجاربه في المشرق، يعني يكتب سيرة ذاتية في مجال تجريبيه للحب كظاهرة سيكولوجية، هذا الطرح ربما مؤكد، لكونه يربط القلب بالحب، عندما يذكر القلب معناه أنه يذكر الحب أشبه بالتورية أو حتى الكناية، وهذا ثاني أمر، في تعقيد الصفة ، وإزاحة القارئ ليتبع جنان الحب في المشرق دون أن ينتبه إلى طريقة نقله ، فهو لم يحترم الزمن، ربما عمدا لكون الإجابات التي اسميها تجارب و التي قال عنها أنها أعيت قلبه، وقيس الثاني ، في اعتقادي غير ملزمة لأننا لم نقرأ في البيت الأول مايدل على أن السارد هو قيس الثاني، فلا أرى لاستعمال هذا الملفوظ إلا للضرورة القافية وتقديم الحس الموسيقي لنهاية الروي بين الصدر والعجز.

3- الوحدة الثالثة: رأيت أن الوحدة الثالثة تشبه عرض لصفة استيتيكية للحبيبة، وموقف القلب منها من خلال المقطع التالي:
أهيمُ شوقاً بذاتِ الذل نشواني
والقلبُ خالٍ من الأحبابِ وحداني
أدركتُ أنَّ الهوى حتماً سيلقاني
في آنِ مُوعدهِ من دون إعلانِ.
مايقال في هذا المقطع أشبه بصياغة فقرة فلسفية ، تعود إلى تقوية المشبه والمشبه به، من خلال تقديمه الهوى كمرادف للحب،واشتغاله على استرجاع الزمن عندما تعلق الأمر بالهوى، الذي قال انه جاءه بدون إعلان)في آن موعده دون إعلان،( وكان الهوى في نظره مرحلة أولى للحب، الم اقل أنها فقرة فلسفية، وسنزيد شرح ذلك وفقا لماقاله السارد، فهو قد اعترف بالهيام والنشوة، إذ أصبح لديه ألان أربع مصطلحات معجمية للحب) الهيام، الهوى, النشوى، والحب(، ألان أدركت لماذا تعب قلبه من الإجابات كما قال في الوحدة الأولى ) قلبي الذي تَعِبَتْ منهُ إجاباتي(
وانا انتقل إلى الوحدة الرابعة ، أدركت إن الشاعر يتنقل عشوائيا بين أفكاره دون تدقيق في آليات المكان والزمان محتفظا فقط بالحدث
4-الوحدة الرابعة: أسمتها تحكيم سطحي للرعية كما ورد في المقطع التالي:
قالوا غَشيم الهوى عني تركتهمُ
يرعون في هامشِ المفهوم قُطعاني
أهلي وناسي مع صحبي وخُلاني
للحبِّ قالوا لا قاضٍ وسلطانِ.
نقل خطابا جماهيريا ظن انه هو الرسالة البصرية الموجهة إليهم ،وقد فسرها بان الرأي العام كما عبر عنه) الآخرون، والأصحاب، الأهل الخلان(يخلطون المفاهيم بقولهم بأنه غشيم الهوى أو زير نساء، لأنه اكتشف أنهم لا يعرفون مفهوم الحب، بما انه ليس له قاض ولا سلطان..مع العلم قد ابدي تأسفا وغضبا من قولهم بأنه غشيم ترجمه عزوفه وتوليه بظهره عنهم، كما في قوله) قالوا غشيم الهوى عني تركتهم***يرعون في هامش المفهوم قطعاني
نلاحظ أن السارد هنا أتعبه عدم معرفة مفهوم الحب من الغير، مما جعله في المقطع الموالي يحاول إن يقدم الدليل وكانت هذه اللقطه بمثابة إعادة توجيه له إلى منهجية التحكم بالحوار الداخلي والخارجي.
5- الوحدة الخامسة : وضعت لها عنوان :القلب يدافع عن نفسه لما عجز السارد
أستغرب القلب من أفكارهم وأنا
أهوى التبتل في محراب رُهباني
عارضتُ في الحبِّ من قالوا بت حِكَمٌ
الحبُّ أعمى لعمري كيف وافاني.
نلاحظ انه بدا مستغربا من افكار الجماهير التي اشرنا إليها سابقا، وقد تراجع كسارد ليترك المهمة للقلب ويحتفظ السارد بالقدسية والصوفية بتوصيفه الضمير المتصل .)أنا( مبديا معارضة شديدة لأصحاب الحكم القاسي بأنه غشيم، وهو يعطي تعريفا من نفسه للحب بأنه اعمى ويستغرب كيف وافاه، لنفسر راهن العامة من الناس،بأنه غشيم وهذا من حقهم في ثقافتهم السطحية الظاهرية عندما يرون الرجل كل يوم هو في شأن، وانأ افهم السارد من خلال ثقافته حول ظاهرة الحب الأعمى، ولكن ما ينقص كيف نفهم الرأي العام الحاكم على الممارسة، بان الحب اعمي وليس كل رجل وقف مع امرأة وابتسمت له انه زير نساء أو غشيم.
في الوحدة السادسة حاول السارد إن يقدم بعض الأدلة ويفصح عن تجربة في المقطع التالي:
6- الوحدة السادسة: عنونته بصفات المحبوبة:
في موكب الغُنجِ طرفي من تأمَّلَهُ
وجهاً لوجهٍ صبيح الوجهِ رياني
زاهي الصبا ساجيَ العينين هيئتهُ
أمير بين الحسان الغيد فتانِ
أنستهُ في ربيع العمرِ وافقني
يمشي التأني سكن ما بين أجفاني
أطار باللحظِ يرميني فأبني لهُ
في الروح قصراً وفي الخفاق إيواني.
اللقطة السينمائية التي أتعبت ) اليبرتو كبوتشيني( في فيلم التيتانيك، أكاد أراها هنا جاثمة وما من انسان ينسى ذلك المنظر الإبداعي لقد رأى السارد محبوبته وهي تتدلل بكل عنقية ، مصادفا لها ناظرا لقسمات وجهها،الصبوح متزين بعينيها الفالقتين وهي في عمر الزهور ، تتمشى كانها تزف إليه أمام رموش عينيه، كانت لحظة حلم كبرى جعلته يبني لها قصرا بين الروح والقلب الخافق، الم اقل انه وصف جميل ، أشبه بإبداع سينمائي، هاته الصفات التي ظل يبحث عنها ولما وجدها بان القصر ، الذي كان سيبنيه مما يدل أن الحب لديه منظر جمالي وليس روحي،رغم انه بين لنا روحه الصوفية المتبتلة.ولكن لغة الشعر فيها كانت تتحداه ضاربة عرض الحائط كل مظهر للاستواء أو كف النظر عن موكب تغنجق تمر فيه واهدة العينين، مشرقية اللثام.
7- الوحدة السابعة: فصلت هاته الوحدة عن سابقتها لأنها بالغت في وصف جمال صاحبة القلب وأسميتها مبالغة الوصف والتجني: قال السارد:
بالغتُ في وصفهِ كلا وحاشاني
كالبدر طالعهُ في تَمِّ شعبانِ
ناسمتُ ضيفُ المُنى بالهمسِ غَمْغَمَةً
يا ليت بالحب كُنَّا ثاني إثناني
هو يدرك في لحظة بلوغ الذروة، انه بالغ في الوصف ومع ذلك لم يتملكك الاسترجاع في الوصف فزاد من تجنيه على الوصف، ولحقت بصفة القمر بتمام قمر شهر شعبان، فعلا هاته الأنثى كتمت أنفاسه ، وحق له في عالمه ذلك ،أن يعيش الهوينة، وبجمالية ذات رفعة لم تنقص من حوارياته ،لان قناعة السارد في الأوصاف التي وضعها كانت كافية بالنسبة له، وناقد من زاوية خاصة ، فالسارد يتبع مسار السطحية وليس الروحية ، فقد وقع ضحية انبهار البياض والتغنجق والدلال ، وهذه من الصفات السردية التي يحكم الناس على محبيها بأنه غشيم أو زير نساء، لأننا في كافة مراحل القصيدة لم تكن هناك إشارة لجمال الروح والعقل وحسن التدبر والتصوف والولاء، لم يكن حاضرا في معجمية الاستواء لا نثى يحبها رجل يريد منها الحكمة .



8- الوحدة الثامنة: عنونت تفاصيل هاته الوحدة البيانية باسم الأميرة المشرقية أو جيوكندا الشرق
قالت أحبك عليك القلب يسألني
والشاهد النبض في دمي وشرياني
قوس السجا فوق جفنيها هلال
لا الذنب عيني ولا ذا القلب غلطانِ
شرقيةٌ غُنجها المألوف سلواني
لائق عليها لثام الوجهِ صنعاني
في هذا السياق يعترف السارد بأهم شيء، كان لازما أن يظهر في السرد، عندما كان يبرر لأهله وخلانه، بأنه حب متبادل فهي اعترفت بأنها تحبه، ونظرا لرهافة حسه ومخملية مشاعره تفجرت ينابيع الدم والشرايين وزاده تصنعها من استعمال )الرسيل( على حاجبيها قد طبع لثام الوجه، وفي هذا المقطع نسي الشاعر استعمال الروي بين الصدر والعجز لتخيم الوزن الموسيقي ولكنه غض الطرف وصارت النونية في المقطع تسريح وإحسان.
9- الوحدة التاسعة : يختفي في أخر وحدة بيانية دون تصريح متمكن ، لهذا سميت هاته الوحدة الحب والأمل قال السارد في الأخير :
مرَّتْ على خاطري في الحلم ملهمتي
فوح الشذا عطرها مسكٌ وريحاني
فر الشاعر من قسورة، واختفى وراء الحلم متمسكا بالعطر الذي يكون قد لا مس زغبات انفه، وهو يعطس، عندما جالت عيناه رقة لهذا النوع من المنعاج العطبول ، المربوعة القد المتفشية كالداء في شوارع الشرق العربي..
تقنية الشاعر الجناحي مبهرة في تقديم وتأخير المشاهد، تختصر الإحداث سكاتا وتنطق في أخر ضفافها من نهاية القصيد، أعجبتني طريقة التناول، ولكن صفة التنقل بين الزمان والمكان، وعدم التفصيل هي مؤاخذة أسجلها في زاوتي الخاصة التي رأيت من خلالها هاته القصيدة القصصية.

حمام محمد زهير

المساهمات : 16
تاريخ التسجيل : 20/12/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى