موقع الدكتور حمام محمد زهير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

سحابة الكلمات الدلالية

دراسة  الادب  المقارن  الاتصال  التسيير  القيادة  

المواضيع الأخيرة
» راءة تفكيكية في "حماقات شاعر. " للشاعر سليمان جوادي..
المحاضرة التاسعة الاعلام و الخرافة Emptyالجمعة مايو 01, 2020 2:02 am من طرف حمام محمد زهير

» تتفجير الأنوثة في قصيد قالوا : إني غشيم للشاعر سليمان الجناحي:
المحاضرة التاسعة الاعلام و الخرافة Emptyالجمعة مايو 01, 2020 2:01 am من طرف حمام محمد زهير

» يد الله .. والكرونا( في قصيدة للشاعرة المهاجرة الهام زكي خابط.في السويد
المحاضرة التاسعة الاعلام و الخرافة Emptyالجمعة مايو 01, 2020 1:57 am من طرف حمام محمد زهير

» لتخييل الإبداعي في مشانق و أنوثة للشاعرة دليلة ذيب شقراء
المحاضرة التاسعة الاعلام و الخرافة Emptyالجمعة مايو 01, 2020 1:56 am من طرف حمام محمد زهير

» المحاضرة التاسعة الاعلام و الخرافة
المحاضرة التاسعة الاعلام و الخرافة Emptyالجمعة مايو 01, 2020 12:47 am من طرف faroukwar

» مراجع المحاضرات
المحاضرة التاسعة الاعلام و الخرافة Emptyالجمعة مايو 01, 2020 12:18 am من طرف حمام محمد زهير

» المحاضرة الثامنة الاعلام في عهد الاستعمار
المحاضرة التاسعة الاعلام و الخرافة Emptyالجمعة مايو 01, 2020 12:15 am من طرف حمام محمد زهير

» المحاضرة السابعة الشركاء المساهمون في تنمية الاتصال الجواري
المحاضرة التاسعة الاعلام و الخرافة Emptyالجمعة مايو 01, 2020 12:14 am من طرف حمام محمد زهير

» المحاضرة السابعة الاتصال والاعلام الديني
المحاضرة التاسعة الاعلام و الخرافة Emptyالجمعة مايو 01, 2020 12:11 am من طرف حمام محمد زهير

أبريل 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
282930    

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




المحاضرة التاسعة الاعلام و الخرافة

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

المحاضرة التاسعة الاعلام و الخرافة Empty المحاضرة التاسعة الاعلام و الخرافة

مُساهمة  حمام محمد زهير الجمعة مايو 01, 2020 12:17 am


لا يستطيع الصحفي إن يكتب كل ما يريده ، كما لايستطيع المراسل ان يكتب مايريده بل يتعرض ما يكتبه الجميع إلى عملية تصفية من طرف طاقم الجريدة المالك لأصولها ، إذ لا يمكن أن يخرج الصحفي مهما كانت شهرته أو سمعته عن خط الجريدة .
فيرفض الصحافيون المحترفون الكتابة ، وفق معيار الغربلة او التصفية لأنهم يرون في ذلك إهانة لرسائلهم الإعلامية ، فلا يجدون متنفسهم إلا في جرائد أجنبية أو جرائد معارضة ، ولا يعني هذا إنهم مثاليون أو خارقون للعادة ، بل لديهم مواقف مسبقة ، قد تكون مقبولة لدى بعض المسيرين داخل الجريدة أو خارجها في المرافق العمومية والمؤسسات الصحافية المستقلة ، أو غير مقبولة لدى البعض الأخر، كما أنها تبقى لديهم مدى الحياة أو قد تزول في يوم من الأيام وهذا القبول من عدمه هو ما يجرنا إلى ذكر هوية الصحفي ، ومعرفته عن قرب بإعطاء كل المفاهيم المرتبطة بهذا الإعلامي .
إن مجتمع الصحافة أصبح يضم مجموعة من الفئات المتصلة فيما بينها والتي يطلق عليها بالاتصال ألنجمي الذي تتشابك فيه عناصر الاتصال مع غيرها من المتغيرات الاجتماعية على شكل نجمة .
ومهما قامت العلوم الاجتماعية بتحليل الظواهر الاجتماعية والمسائل الإعلامية فإنها لاتصل إلى تأكيد صحة الوقائع والمعلومات المتداولة في المجتمع والسبب في ذلك بسيط ، لان السلوكات الافراد تتغير كل لحظة زمن وهذا التغير الاحتماعي ماهو الا تشكيل لمجموعة من العوامل المؤثرة في الفرد سواء كانت بيولوجية اوسوسيولوجية .
وهذا يعني ان مجتمع الصحافة يتغير بسرعة نتيجة لتطور وسائل العيش والذهنية والموضوعية مما يتطلب وضع استيراتيجية تاخذ في مخططها التسيري مفاهيم الصحفي والمراسل والكاتب والاداري حتى تفك طلاسم البحث عن المعلومة وليس الحقيقة كشيئ نسبي ومصطلح فلسفي تعود مهمة كشفها الى مصالح اخرى وضعها الاتفاق الاجتماعي ونعني بها مصالح الشرطة والامن والعدالة وغيرها .
وجدت في كثير من البحوث العلمية التى اجريت على الصحافة وعلوم الاعلام والاتصال بان لها علاقة بالنواحي الاقتصادية والاجتماعية والادبية ولما تمعنت النظر في الانواع الصحافية التى اشار اليها الكثير من الباحثين المتخصصين وجدت اشارة واحدة ترمز الى تاثر الاسطورة بالنواحي الدينية التى عاصرها الانسان البدائي ، فاردت ان اكتشف هذا التاثير الذي من الممكن ان ينتشر في الالوان الى عرفتها الاسطورة العالمية. فاساس أي حركة ادبية في العالم انطلق من تراثها الادبي الذي تناول تسلسلها الزماني والمكاني ، ولما كانت الاسطورة او الحكاية الخرافية هي سفير متحرر عبر العالم ، فان لهذا السفر من بلد الى بلد الكثير من التاويلات التى حافظت على حكايات خرافية مرت عليها الالاف المؤلفة من القرون .
وهناك حكايات اخرى اندثرت ولم يصلنا منها الا القليل وهذا ربما مرده الى الاساليب التى تناقلت بها الحكاية. ونحن في هذه الدراسة لانعني بالتحدث عن الاسطورة كفن بل نريد ان نكتشف الحس الاعلامي والصحافي الذي رافق الاسطورة قبل ان يهتدي الانسان الى تصنيف الانواع الصحافية التى تعتبر الاسطورة أقدمها على الاطلاق رغم مافيها من غرابة ، كان الانسان البدائي مؤهلا لتصديقها بسبب عدم وجود الثقافة الكاملة المضادة الناتجة عن الصرا ع المصلحي او العقائدي .
وقد اخترت دراسة الخطاب الاعلامي في الحكاية الخرافية لاستدل في مواضيع لاحقة بحول الله على خصائص تواجد الاسطورة منذ ازمان غابرة واعرض سر هذا التواجد في الابعاد الاعلامية التى احتوتها الاسطورة .



أولا: مفهوم الاسطورة وتطوراتها .

ارتبطت الاسطورة منذ القدم بمفهوم الغرابة ونقل العجائب التى حدثت في الازمان الغابرة ،كما انها حافظت على الكثير من المغازي ، التى اصبحت جد معروفة في كثير من بقاع العالم لهذا قبل البدا في التفاصيل ، يجدر بنا الذكر ان نتعرف على مفهوم الاسطورة وتطورها عبر مراحل الزمن وندرس من خلال هذه النقطة تفاصيل تشكيل هذا النوع السردي من الفنون الادبية الرائدة .
مفهوم الاسطورة :

يرمز في الدراسات التي اجريت على الاسطورة الى مفهوم الحكاية الخرافية كمعنى واحد والى الحكاية الشعبية التى تتصف بمسايرة الواقع عكس الحكاية الخرافية كمعنى ثاني ولهذا لايستغرب القاري عندما نتحدث عن المفهوميين للدلالة على معنى واحد .
تعتبر الاسطورة حكاية شعبية تواتر على ذكرها الناس في بقاع متعددة من العالم وادبيا ، تعتبر فن بلاغي وادبي شعبوي يجمع بين مواصفات الالقاء والتداول ، فلم تصلنا اساطير منعدمة المنهج او الطرح فهي تحتوي على الجانبين ، الجانب الشكلي ويتمثل فيه الترتيب الزمني الذي وقعت فيه الخرافة ثم الجانب الموضوعي وفيه تتضح عناصر القصة السردية والمعروفة عنها بالناحية الوظيفية وتعرف الدكتورة نبيلة ابراهيم 1الاسطورة بانها مجرد خبر او مجموعة من الاخبار تتصل بتجارب روحية ونفسية عاشها الناس وتواتروا عليها محتفظين بها في ذاكرتهم .

ب – المفاهيم القريبة من الحكاية الخرافية :

توجد مفاهيم ادبية تتشابه الى حد كبير بالاسطورة والتى يجب الاشارة اليها لتوضيح بعض الفروقات التى تميزها عن الاسطورة ومن بينها :
مفهوم الرواية :
ارتبطت الحكاية قديما بالادب الكلاسيكي فهي تعني عرض مفصل لاحداث مرت بها التجارب الانسانية حيث حملت افكار المجتمعات القديمة فخلاف على انها محملة للتجارب صورت بطولات القدماء ومغازي المعاصرين ، ايضا حافظت على تطور الاحداث التاريخية ذلك انها نقلت أحداثا شتى للاجيال وبذلك يمكن ان توصف الحكاية بانها روح التاريخ الانساني .
فالرواية هي صورة من الصور الادبية نثرية في طرحها للمواضيع وهي ترادف كلمة قصة وبعد القرن 17 اخذت معنا خاصا سمي بالقصة النثرية لحادث خيالي ولعل الشيئ الذي طور القصة النثرية هو الخيال الواسع الاسطوري ، حيث بدا الناس يصورون في حياتهم اشياء اغرب من الخيال ، لاصلة لها بالواقع عكس الزمن المعاصر ،اين آمن الناس بالتنوع في الحياة ، فقاموا بكسر طابو القدامة حتى يسهل لهم الاقتراب من الواقع ، وعند هذا الحدث تولدت الروايات المختلفة العاطفية والمغامرات التاريخية وقد صور جورج لولانج1 الرواية ، بانها عاشت عصور حديثة وموضوعها هو المصير الردي 2 وان ابرز سمة شكلية تميز الرواية عن الانواع الكلاسيكية هو اعتمادها على اللغة النثرية
----------------------------------------------------
شفيق معلوف –عبقر- منشورات العصبة الاندلسية ، دار الطباعة والنشر سان باولو برازيل 1949-ص 289
محاضرات غير منشورة ،معهد الاعلام والاتصال للدكتور مخلوف بوكروح ، سنة 2003 قسم الماجستير





2- مفهوم القصة
تعتمد القصة على السرد ونقل الحوادث من صورتها الواقعة الى صورة لغوية مركة حسب التكوين الثقافي لكل انسان ، وهي في كل الحالات تعبر عن مجموعة من الوقائع بشخصياتها في إخطار الراي العام بمجموعة من الوقائع المختلفة التى يعيشها الانسان ، ورغم ان القصة المروية تختلف من انسان الى اخر فهي تعكس نظرة الكاتب اللغوية والمعرفية عكس الانسان العادي الذي لايملك مؤهلات لغوية ومايتيسر في هذا الصدد هو توفر الحبكة اوالبناء القصصي فلاتشترط ان تكون هناك علاقة بين الوقائع لان الاشارة يحددها البطل بينما يشترط ان تكون علاقة بين الهدف او النتيجة فاذا كانت حيزية تريد الزواج من بعيد رغم منافسة سعيد فانها إما ان تنجح او تفشل والنجاح والفشل هما النتيجة ومن اجلها سيواجه سعيد مصاعب بيرة .
عناصر القصة :
للقصة عدة عناصر يجب وفرها حتى يتيسررسم البعد الاعلامي فيها ومن هذه العناصر :
المقدمة وهي شرح مختصر لما سياتي
الوقائع وهى صور واثار تحتاج الى بناء حتى يفهم الصراع المولد للحركة القصصية وتحسم العراقيل المسلطة في ذلك الصراع
الشخصية هي الحبكة التى يراها القاريئ تتحرك او يسمعهاوهي تتكلم
الزمان والمكان كل حكاية او قصة او رواية أو اسطورة ترتبط بزمان ومكان وقعت فيه الحوادت التى يتضمنها العمل ا لمروي مهما كانت صفته.
'الفكرة 'ان جوهرأي عمل قصصصى او روائي او رسالة اعلامية هو فكرة يقع خلفها معنى او هدف وهي اساس كل بناء .

3--مفهوم المحاكاة :
نعني بالمحاكاة ذلك التقليد او صنف من خطاب يحاكي الشيئ الخارجي فهي تقليد لتقليد ونسخة من نسخة ، فمهما كان العمل المحاكى فهو شيئ ظاهري وليس اصلي لان افكارالناس يستحيل الوصول اليها 1 بينما يرى ارسطو ان المحاكاة غريزة وقاعدة للاعمال النفسية ولاتعني عنده مجرد تصوير للاحداث وانما اعادة ترتيبها .
فالمحاكاة هي توظيف لثقافة لغوية تختص بنقل طريقة تخمين مدروسة لمايعيشه الاخر فعملية اعادة عرض الافعال البشرية ، مبدأ مشابهة الحقيقة ، يفصل بينهما عنصر المصداقية
فعندما نقرأ قصة بجماليون لتوفيق الحكيم فلايعني هذا اننا نعيشها بكل موضوعية لانها مجرد نقل ومشابهة بالحقيقة .
ثانيا : تطورات الاسطورة :
بعدما تعرفناعلى مفاهيم الرواية او القصة والمحاكاة التي تعيش دخل الاسطورة باعتبارها تحمل من الرسائل والدلالات الاعلامية اشياء كثيرة نصدق بذوبان العمل الرصين في هذه الانواع التى تمثل احدى اشكال التعبير ،و انطلاقا من ما سبقت الاشارة اليه فاننا نستنتج توفر عنصر الاخبار في الرواية الخرافية وهو مايؤكد البعد الاعلامي في الاساطير المروية .
واذا ما اردنا التحليل اكثر للاسطورة ،فهي تركز على عنصر المحاكاة بين الانسان وخياله في بناء اوهام او حقائق بعيدة المنال يسردها سردا شفويا، فيقرب ذلك المستمع الى احساس بالذوق .
فالاسطورة التي انقضت وهوت في زمانها الاول تبقى اسطورة مرتبطة بعامل الزمن وتحليلها في هذه الحالة ، ينطلق من فكرة الايمان اولا بانها اسطورة ، فنحن عندما نتصفح قصة سبع صبايا في قصبايا 1 نحس اننا امام اخبار خرافي يخبرنا عن حقائق صعبة التصديق ، لذلك يرتبط مفهوم الاسطورة بالاخبار المروي لقصص مرت في خيال السابقيين وقد تتشكل في عقول المبدعين والرواة ولكن مانراه في وقتنا الحالي هو ان الاسطورة اصبحت تعني سرد لوقائع قديمة وهذا غير مهم في دراستنا بالقدر الذي نبحث عنه لمعرفة تاثير الاعلام في نشوء الاسطورة التى تشترط ان تحافظ على مواصفات خاصة بها وتعرف بالاليا ت المهمة المكونة للاسطورة .
دعائم المكونة للاسطورة :
ترتبط الاسطورة باليات كثيرة تدل على وجود روح اسطورية داخل النص الاسطوري وتعرف هاته الاليات كمايلي :
يشترط في نشوء الخرافة وجود نص واشخاص فاعلين في الخرافة على غرار سناريو فيلم او قصة بوليسية .
شمولية حكاية النص المروي بين الناس
ان يكون له دلالة لغوية ورمزية
تكثيف في الافكار الغريبة ومخارج الابطال الخرافية
مراعاة الوظيفة الجمالية باعتماد الطرق الثلاث المعروفة بالتداعي والمونولوج والحوار












----------------------------
1- ترجمها الناصر خمير ونشرها بباريس سنة 1975 في كتاب الغولة .

إشتهرت الاسطورة بالمغازي الغريبة التى تراكمت بفعل تفاعل الاحداث من جيل الى جيل فهي قد تفقد فكرتها الاصلية بسبب عدد الافكارالدخيلة او تحتفظ بفكرتها الجميلة ويتضح ان اساس أي اسطورة ، هو الفكرة ونسميها في علوم الاعلام بالرسالة الاعلامية ، فالتشابه بين الرسالتين يميزه تواجد الفكرة داخل الاسطورة التى لاتحتوي على فكرة ، لهذا تخلق لها فكرة التي يراها الاديب صالحة 1 كما هو الحال بالنسبة للرسالة الاعلامية التي ينعدم فيها الموضوع .
سنحاول ان نكشف علاقات تطورانواع التعبير مع الاسطورة كفن روائي او محاكاتي يظهر الصورة الاعلامية في الخطاب الاسطوري وهو الشيئ الذي نهدف اليه ولايمكن ان تظهر تلك العلاقة مالم نشير الى الانواع المتداولة في الاسطورة .
التراجيديا
يقول الدكتور بوكروح ان التراجيديا ، استعملت للدلالة على ان الشاعر المتسابق للحصول على افظل عمل درامي ، فهو نوع مسرحي تطور عن طقوس الاله ديونيسوس التى كانت تجري في شهر مارس ويدور موضوعها حول البعث والموت وهي استعراض لطقوس قديمة ، حيث ارتبطت بالحركة الدينية،مصورة الهة الرومان واليونان في الاحقاب البائدة ، وتطورت عند اليونان من دينية الى جمالية في شكل نشيد شعري انشده جوقة من الكهنة في احتفالات ديونيسوس ، وعند ارسطو تعتبرالتراجيديا فن نبيل على طول معلوم بلغة ذات ايقاع وتتم المحاكاة بين اشخاص يفعلون لابواسطة الحكاية التي تثيرالرحمة والخوق فيؤدي الى التطهير من هذه الانفعالات 2 بغرض احداث تنقية على المستوى الجسدي والعاطفي أي بمعنى تفريغ لشحنات العنف الوجودة داخل الانسان .

إرتبطت الاسطورة منذ القدم بانواع تراجيدية كتراجيديا الانتقام ، تدور حول انتقام البطل لموت عشيقته اوالتراجيديا البطولية التى تظهر البطل كفارس لايموت ثم تراجيديا الخليط التى تتناول كل الاشارات المتداولة في المجتمع ثم التراجيديا الكوميدية التى يقترن بها المحزن بالمضحك .

الـــدرا مـــــــاا

تعتبر الدراما فنا من الفنون التى قدمتهاالاسطورة القديمة لكل الوقائع التى تحمل الاشارة ، وهي تدل على المسرح كفن وكتاريخ وتعني ايضا العرض والاداء ففي كل الاحوال تعالج مشكلة من الحياة على اساس يثير الخوف والشفقة ونهايتها تبقى مفتوحة كحال حكايات التى تحكيها الجدة.
والفرق بين الاعمال الدرامية تظهر في كونها خيالية اكبر، منها حقيقية فالدمويات التى كان ياتي ذكرها في مختلف الاساطير والقصص الخرافية ، انما تذكرها تلك القصص من باب اثارة الخوف والشفقة ، فلو اطلقنا على القصص الخرافية التي جمعها الاخوين جرام على الدراما، لوجدنا ان اغلبها يرمزالى مفاعل الخوف والاثارة والشفقة وهو مايؤكد ان الطابع الدرامي كان احد سمات القصص الخرافي ، ولعل مايعطي ذلك احقية في الطرح هو ماصورته القصص الخرافية في عصر الركوكو 2 من مبالغات دموية اخلطت كثيرا بالاعمال السحرية وهذا في الاصل عند النرويجيين 3 تشابك الحكايات الخرافية المسافرة من جيل الى جيل ومن وطن الى وطن فكان اكثرها قد استقر في بلادغريبة ولاغرابة ان نجد قصصا بوذية او هندية تروي في جنوب افريقيا ، ومرد ذلك الى التشابه الذي حدث بين التصورات العقائدية الواردة في الاسطورة .
ثالثا :الدراسات الشهيرة التى تناولت الاسطورة
واثناء عرض فصول التطور التى مرت بها الاسطورة فاننا مجبرين على سلك منهج التاريخ على الاقل لتوضيح المعالم الاولى التي عاشتها القصة الخرافية والدخول الى هذا النسق في التاريخ من خلال استعراض اهم البحوث التى جرت حول الحكايا الخرافية فاننا نجد ان هناك عصرين مزدهرين عرفتهما الحكاية الخرافية ، فاما العصر الاول فيمتد من القرن الثالث قبل الميلاد وهو الذي تم فيه نقل حكايات الاغريق والهنود ذات الابعاد الدينية والروحية الفيتشية والعصر الثاني يمتد من القرن 13 بعد الحروب الصليبية وكل الحكايات التى حدثت تناقلت عبر كثير من الباحثين اهمها بحوث الاخوة جرم اللذين جمعا كل الحكايات الخرافية واصبغاها في البداية بنقلة امينة أي بروايتها الاصلية ثم اضاف الاخ الثاني وليم حبكة لغوية لتهذيبها لانها نقلت في بدايتها باخطائها اللغوية .
ونعني بالتطور ليس في مغزاها او موضوعاتها، بل تعيش التطور هو في وصول مغزاها سالما معافى من أي تحوير لان الصفة الغالبة على الاسطورة هو الحكاية الغربية ذات الارتباط المتشعب بالخيال الواسع او السحر ، فلا يوجد تطور لهذا المغزى من الاخر بل التطور في اساليب نقلها عن الادباء والشعراء فقد ظهرت في الشرق مجموعات قصصية اسطورية ، عرفت بملتفى التيارات لمختلف الحكايات للشاعر الكاشميري (صوماديو) وفي الغرب ظهرت مجموعات الاناشيد الدينية التي هي في الحقيقة نسخ مذهبة من الاساطير المذهبة التى شهدها القرن الثالث قبل المسيح ، وفي القرن الثالث عشر ظهرت بايطاليا مجموعة دي كاميون للشاعر بوكاشيو 1 ومجموعة 13 ليلة ممتعة (لاسترابارولا) ثم مجموعات الاخوين جرم وبفرنسا حكايات امي لوي وبالمانيا حكايات الذئب والنعاج السبعة وعند العرب حكايات الالف ليلة وليلة لابن المقفع،اصبح واضحا ان كل بقعة في العالم تمتلك رصيدا خرافيا من قصص خيالي حاول الادباء دراسة مناهجها للاجابة فقط على سؤال جوهري ، كيف حافظت على تواجدها رغم البعد الخرافي بين الحضارات ، ؟ لاشك أن في ذلك سر لا طالما حاول الباحثون الاجابة عليه

رابعا :علاقة الاسطورة بالخطاب الاعلامي

من خلال ماتم عرضه من تطورات الاسطورة من حقبة الى اخرى تظهر خصائص كبيرة اتصفت بها الاسطورة كحكاية خرافية ذات مغزى وافكار وتجربة ، فقد جسدت في تصميمها البناء الاعلامي من خلال طرق العرض التي قدمت بها الرواية اثناء العرض التقديري والمنقول عبر ثقافات الشعراء والادباء، فعملية النقل هي المعنية بالدراسة اولا ثم لان الاسطورة في حد ذاتها لايمكن الجزم بصحتها مئة في المئة بسبب سفرها وتنقلها من بلاد الى بلاد سواء عن طريق الحرب او التجارة
فالاسطورة بحكايتها هي رسالة اعلامية نقصد بها تبين مغازي كثيرة نظر اليها الباحثون على انها مركزا متاصل لرسائل اعلامية وصلت وحافظت على موضوعاتها حتى الى وقتنا الحالي ، فلازالت بعض الشعوب تؤمن بنظرية المذهب الروحي التي قامت على التصور العقائدي للروح وقد افردت الكثير من الخرافات كيف تترك الروح جسد الانسان لتتحول اثناء نومه الى صورة حيوان واشهر ما قدمه المؤلف فردريش فون هو حكاية الرؤيا الى راها ملك فرنسا جونترام حيث تقول الحكاية
( بينما كان الملك نائما تسرب من فمه حيوان صغير وجرى الى جدول ماء وابصر خاذم الملك هذا فوضع سيفه فوق الماء ولكن الحيوان الصغير جرى مبتعدا واختفلى في حجر ثم رجع مرة اخرى وتسرب الى فم الملك مرة اخرى ثم استيقظ الملك وحكى لخادمه انه راى في منامه وكانه يعبر جسرا من حديد فوق نهر عظيم حتى وصل الى كهف في جبل ، حيث وجد كنزا ثمينا عندئذ حكى له الخادم ماشاهده فاسرع الملك مع خادمه الى مكان الكهف حيث وجد الكثير من الذهب )
إ
إن اصل الرسالة الاعلامية في هذه الاسطورة هو الروح بشكل عام مفسرة امكانية تقمصها لاشكال حيوانية ، وهو الطابع المميز للمستعذين في عالم الارواح برؤوس حيوانية، تعلق هنا وهناك في مداخل المنازل او في داخلها .
فعندما نقرأ الاساطير المقدمة لنا نستنتج ملاحظات ترتبط حول معنى واحد يجسده السؤال الثاني ماذا ارادت ان تقول تلك الحكاية ، فمعنى هذا اننا نبحث عن الثابت من الحقائق التي كانت تعيشها المجتمعات القديمة والاصل في الرمزية اللغوية لهذه الحكايات تختلف حسب لغات العالم التى تتفرق حسب التقاليد الثقافية ، فقد تكون الحكاية خرافية مفهومة المعاني في منطقة عن اخرى بسبب تنوع المشارب الثقافية لتلك المنطقة وهذا ماجعل وليم يقوم بجمع الحكايات وسردها دون تطهيرها لغويا باستعمال المفردات الجميلة وهذا الطراز اللفظي مرده الى ما اكتشفه من حلية بيانية على الخرافة فزاذ ذلك ا لتشويق في معالم الرسالة الاعلامية الواردة في صلب الاسطورة .
اننا ندرك ان عملية الفهم لاتتم الا في توفر عناصر اللغة كوسيلة اتصال والمفرادات السهلة الحاضرة في ذهن المستمع ولناخذ مثال من حكاية الخرافة الهندية ( ساكتفتجا)التى تقول ان فتاة عاشت تعي ان جسدها وحده يعيش في عزلة على سطح الارض ام هي ونفسها تسكن عمق البحر في مدينة مغمورة من الذهب وكل من يخلصها من سجنها يفوز بها كزوجة ).

يدرك المستمع لهذه الاسطورة ذلك الانتقال الروحي الذي يبقى من من مكنونات الشخص نفسه ، اما الجد فهو الظاهر للاخرين باستعمال الصياغة اللغوية كان سهلا الشيئ الذي وضح المعنى وابرز المفهوم .
فقد تندرج الاسطورة المنقحة تحت طائلة الاتصال اللغوي الذي اظهرته قوة عقل الانسان المبدع في الفنون والاداب والادوات الصناعات والعادات والقيم ،حتى جعلت منه كائنا منفردا باستطاعته ان ينقل تجارب من سبقوه .
ونذهب هنا مع ما ذكره اتوجروت 1 بان الاعلام هو التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير ولروحها وميولاتها وتتكون عناصر الاعلام ( عنصر المرسل والمستبل والاداة وهي عتاصر متوفرة كثيرا في الاسطورة وما يؤكد ذلك هو التفاعل الاجتماعي بين المستقبل والاسطورة في حد ذاته فقد ارسلت من مجتمعات لتيين بها للناس عن تقاليدها وعقائدها ولانبحث البتة عن المصدر او صاحب الفكرة من وراء سرد الاسطورة بالقدر الذي نحاول ان نستخلص الرسائل الاعلامية الواردة فيها حين نقترب من المرسل
فالمرسل في الاسطورة يكاد يكون غامضا الا اذا اضيفت الى الاسطورة خلفيات ثقافية واخلاقية عن طريقها يمكن الوصول الى تحديد المرسل وهذا لايهم في البداية قبل تحليل مغازي الاسطورة في حد ذاها .
ورغم تطور وسائل الاتصال الجماهيري الا ان الشخص اصبح لايصدق في الوقت الحالي انعكاسات تلك المغامرات المذكورة في الاساطير بل وصفتها بانها حكايات عجائز ، لان ادراكه للواقع المادي اصبح يمنع من تصديق اية امور تخالف نظرية الواقع لان اصل الرسائل الاعلامية المعاصرة اصبحت تركز على الموجودات وتعرف لهم الاخيلة والرؤى بمواصفات بسيطة تجعل المواطن البسيط يدرك ان ذلك خيال والاخر حقيقة ومن هنا نذهب الى وصف الاسطورة بالرسالة الاعلامية لكنها محنطة رغم تباعد السنوات الا ان اعتقادات الناس بها لازالت مواكبة في حياتهم اليومية فهذه الرسالة بحاجة الى تفسير .
حاول الادباء ان يجدو لها تفاسير حسب الثقافات لكنها بقت تشكل دراسات تقديرية .
ان الاساطير التى تناولت في مغازيها مواضيع معقدة ولدت ميتة ولم يصل منها ألا الشيئ القليل وتنافسها الاساطير التى اعتمدت على بساطة النقل باستعمال المفردات السهلة والمعاني الاخلاقية اثرت على عملية الاتصال وفتحت دورانه لكي تفهمها كل المجتمعات.
أولا الاصل الاعلامي للاساطير القديمة :
لوقمنا بتحليل الاساطير القديمة باحثين عن الدواعي الاعلامية التى اوجبت تحليل بعض الافكار في المغازي ، فاننا نقف على عدة مواصفات اقل مايقال عنها انها ذات علاقة بالتفكير الروحي السائد عند الانسان.
فقد اعتقد الناس من خلال الاساطير التى تناولت كسوف الشمس وخسوف القمر بان كائنات حيوانية تلاحقها وتريد ان تبلعها ، ومثال ذلك عند السيبريين الليل وحش كبير يستقر فكه العلوي في السماء والسفلي في الارض ، وحكت الاساطير الهندية ان سمكة كبيرة ابتلعت اناسا كثيرين وان الانسان سرق النوم من الضب المعروف بنومه ، الدائم فهذا التصوير البليغ انما يعكس قوة الخيال التى انتابت الانسان الاول باستعمال ماهو غريب عن المدركا ت الحسية التي استشرت بين الناس بصفتها ظواهر عامة يصعب ضبطها بمحددات مادية ، لكنها قابلة للوصف من خلال تناولها في الكتب القديمة ، فلايمكن ان يكون هذا الليل الطويل العريض الا وحشا له فكين في اللغة البلاغية بسبب شمولية السواد على كافة اديم الكون ، وهذا التشبيه البيلغ انما يؤكد توفر المنطلقات الابداعية او الفنية لدى الانسان البدائي الاول التى وصفت الدخان المنبعث من حرق المهملات الزراعية بانه دخان ينبعث من مطبخ سفلي .
ومهما قيل في شان الحكاية الخرافية فانها تظل تفتقر الى جذورها بسبب انتقالها الدائم وفقا لاساليب العرض الشفوي وقد وضع (فالتر اندرسن) لذلك قانونا سماه الحق الذاتي للحكاية الخرافية وهو يرمز الى ان القاص لم يستمع الى الحكاية مرة واحدة بل استمع اليها من عدة قصاصيين وهو الامر الذي يؤكد اختلاف الخطاب الاعلامي من قاص الى اخر الا انها ظلت محافظة على اصلها .
اصبح من الواضع ان فن الاسطورة سوف يتطور في العشرية القادمة ويشرع عندئذ الرواة في عرض مغازي وخرافات كبيرة باسلوب اعلامي اخباري شيق ويستجد ذ لك حتى في طبيعة الفكرة في حد ذاتها بفظل اللغة التى اكتسبها كل مواطن .
فعندما نتحدث عن الاسطورة في المستقبل نصبح امام امر واقع يفرضه تطور التجهيزات العلمية والمبتكرات المخبرية الحديثة من جهة وبين أنسان محوسب صار يولي عناية كبيرة لجهاز الاعلام الالي .

بعدما تعرفنا في الفصل السابق على مختلف المفاهيم المرتبطة بالاسطورة وتطوراتها سوف نحاول في هذا الفصل الى الاشارة بالتفصيل الى علاقة الخطاب الاعلامي بالحكاية الخرافية
01- :علاقة الاسطورة بعلم الاعلام اللغوي
لو استنطقنا التاريخ البشري والحضاري للانسان لوجدنا ان حركة التاليف لم تنقطع منذ بدأ الخليقة ، قبل الاهتداء الى معرفة الورق ، كتبت مؤلفات على البردى واخرى على الصخور وبفظل الكلام اصبح التفاهم اداة حيوية المغزى ، فالانسان يتكلم ويصنع العلم بالالفاظ فتصبح كل لفظة اما مفتاحا او اداة تواصل او تحديد لسلوك فردي او جماعي 1-
فالكلمات اصبحت هي جوهر الفهم بما يحدث من انعكاسات بين المرسل والمستقبل على سبيل التواصل او التفسير فنحن لانفهم مالم نتملك شعورا بحفظ الكلمات وترتيب معانيها .
فاذا كانت الاسطورة بمعانيهاالغريبة لاتجدي الكلمات بتحليلها نصبح امام عمل عقيم قد تكون فيه نتائج جيدة تخدم الحضارة والانسان لكنه لايدركها بسبب جهله بحدود الاعلام اللغوي الذي يتطلب ليس فقط امتلاك مقدورات صوتية فقط بل ترتيب لوحدات اللفظية بل الى كلام داخلي نفساني وهو في اغلب الاحيان الكلام المنقول بداخل الحكايات الخرافية فاغلب الضن ان ماروي في الاساطير يرمز الى شيئين اولهما قوة التفكير الرمزي لدى الشعوب القديمة وتوسيع خيالها الابداعي والعلمي وان بينهما محاكاة الانسان لنفسه بكل حرية وطلاقة .

واذا انطلقنا من الاعلام كمفهوم عصري ينطبق على عملية الاتصال التى تستعمل الوسائل العصرية ، ونعني بها نقل الخبر فان اللغة تبقى المنتجع الكبير الذي يحوى الاعلام والاتصال اللغوي والاعلام يصف الوقائع والحوادث سواء كانت مادية او معنوية
يمكن ان نعتبر الاسطورة هي اللغة المعقدة الخاصة بالحضارات القديمة ومن هذا المنطلق فان الاعلام اللغوي اصبح يشكل ضرورة ماسة في تفسير مغازي الاساطير وتحويرها الى اشياء صالحة بدلا من غض البصر عنها وهي مهمة ليست 1 عند من اضافوا التفاسير اللغوية والاساليب من بناء الجمل والتراكيب والشبهات والاستعارات بغية تمكين الاسطورة من خدمة الحضارة الفكرية انطلاقا من مفهوم حضارة اللغة الذي افرده الفيلسوف الرياضي نورث وايتهيد ،
ان اثراء للغة يزيد حسب تطور الحضارات وتفاعل القيم الاجتاعية وبالتالي تصبح الاسطورة هي اصوات يعبر بها كل قوم عن معيشتهم وتصوراتهم المستقبلية للحياة وموقفهم من مظاهرها الطبيعية .

علاقة الاسطورة بالانواع الصحفية :
عرفت الاسطورة عدة ارتباطات بالانواع الصحفية المعروفة في علوم الاعلام ذلك انها وجدت في الاخبار والتقارير الصحفية وحتى البورتري
أ- علاقة الاسطورة بالخبر
يرتبط الخبر الصحفي ببناء الاسطورة على العناصر المكونة للخبر ياخذ الانواع التى تؤسس على السرد المبني على اثارة الحوادث وتقديم البورتري العام للشخصيات التى تتناولتها المغازي
فالاسطورة وان كانت تحتوي على مقدمة وجسم وخاتمة فهي تحتوي على عرض إخباري يضمن كافة التفاصيل المقترنة بفكرة الاسطورة وعادة مايبدا الخبر بفعل ماض 1 فكذلك الاسطورة كل احداثها توظف الزمان الماض بكثرة

ب- علاقة الاسطورة بالروبورتاج :
يعتبر الروبورتاج نوعا من الانواع الصحفية التى تقدم على نقل الوقع المعاش او الملاحظ فهو تصوير بالكلمات تتحول من كلمة الى كلمة او الجملة الى كاميرا واحداث الاسطورة ماهي الا نقل مؤسس على أحداث عجيبة ، وقعت في عدة بقاع من العالم وتناقلها الناس من جيل الى جيل فعملية النقل والتصوير العيني للاحداث التى مرت بها الحضارات عبر الاحقاب الطويلة موجودة.
فعملية النقل والتصورات في مواضع الاساطير منها من ارتبطت بالفضاءات الاجتاعية تتناول مواضيع الطفولة والقيم والشر وكثيرا ماتركز الاسطورة على الروبورتاج الحربي الذي يصف قوة البؤساء في مواجهة الجبابرة من الملوك والعفاريت المتمردة والغولات فهي تصورات لذوات خرافية للابطال اذ تضخم الخرافة من كفاءتهم الحربية والبدنية والجسمانية كالغولة التى فتح ذراعيها بين الشمال ووالشرق فتحجب الشمس عن ساكنيها ..
ثانيا التطورات المرتقبة للاسطورة :
نعتقد انه في العشرية قادمة سوف يولي الانسان المحوسب عناية كبيرة لفن الاسطورة حيث من المحتمل إن يخضع ذلك الى مقاربات الصحفية المعروفة والتى اشير اليها سابقا وسيعيش عصر افلام الخيال او الاسطورة التى اصبحت مواصفاتها شيقة وذات سمعة وطنية ومحلية كفيلمMADMAX MATRIX، كونها اصبحت تدمج الواقع بالخيال العلمي .
لن تفقد الاسطورة جاذبيتها سواء في تفاعل شخصياتها الموجودة داخل المغامرات والمغازي التى يعيشها على الدوام فتأخذ منها الفكرة في حد ذاتها دون مساس بطابعها الاسطوري واذا قسمنا بناء الاسطورة كمقدمة وجسم وخاتمة فاننا نلاحظ ان نفس التقيم انبنت عليه كل الانواع الصحفية الاخبارية والفكرية والتعبيرية والاستقصائية1.
وهو مايؤكد الروح الاعلامية داخل الحكايات الخرافية ،فحكاية الوردة الشائكة التى تحكي قصة الملك والملكة الذين رزقا بنتا بعد طول انتظار فتم لهما ذلك بواسطة وعد قطعنه لهما ضفدع ، فا قام الملك وليمة كبيرة حضرتها 13 جنية واعدت لكل واحدة صحنا ماعدا الثالثة عشرة، نسيت ولما فرغن من الطعام دعين للبنت بالحياة السعيدة الا الجنية الغاضبة فدعت عليها بانها ستموت بوخز مغزل مما جعل الملك يامر بتحطيم كل مغزل يصنع او يجده في البلد الا مغزل واحد لم يحطم سهوا وهو الذي وخز الطفلة فنامت في سبات مرير حتى ايقضها الامير الذي تزوجته. في مابعد.تظهر الاسطورة السابقة البعد الخرافي والاثارة الاعلامية رغم مافيها من غرابة الا ان موضوعها يشكل احد اهم الرموز التى يتطلبها العمل الدرامي عندما تتحول واحدة من الجنيات الى رمز حقيقي للشر .
فاذا ماتخلت الاسطورة عن مغزاها الاصلي سيحولها الى عمل جاف يفقد كل معاني المتعة بالرغم من استعمال التجهيزات الحديثة للاتصال سواء كانت صورة سينمائية او دور مسرحي
بالمقابل فانه بمكن القول ان الحكاية الخرافية قد تفقد مغزاها لو تجاوزت اطارها الزماني عكس القصة التي يبقى موضوعها شيقا ينبع بالحياة والتواصل بينما تؤسس الاسطورة لعالم خاص يعيش في اطار خاص .
وليس الغرابة في الحكاية الخرافية يخالنا دائما البحث في النسخة الاصلية لان ماروي لاينذر ان يكون الا مجرد اسلوب نقلت به تلك الحكاية عن الاخرى فلهذا اننا نعتقد انه ينقصنا تراث مشترك للاسطورة كاصل ( نسخة اصلية) مثلها مثل مقدمة بن خلدون وماظهلر على شخصياتها وتفاعلهم لايعد ان يكون ترديد لاساليب القصاصيين والاعلاميين وقد اكد عامل الرويا الذي اشرنا اليه العالم النرويجي (اسبيرونزا) عندما اشار في مجموعاته الى رواة الحكايات .
وهذا مايبرز ويبرر وجود الدلالات الاعلامية لفن الالقاء والتعبير في اصل الحكايات الخرافية .
فاذا كانت الحكاية الخرافية هي مزيج من طقوس ذات دلالات دينية افرزتها المعتقدات القديمة في المجتمعات الزراعية التى تناولت الوان السحر والشعوذة والبعث بعد الموت وتكليم الحيوان واستشعار احاسيس الدواب ، فان الاصل يبقى هو اسلوب الرواية والخطابة سواء اتخذ من الالوان الادبية مخرجا لايصالها الى الناس ، بالمعاني المعروفة لديها ، الان انه يمكننا ان نقول انه لولا فنيات الالقاء والتعبير الشفوي بين الناس وخاصة الحفظة منهم لاساطير ، لما سافرت الحكاية الخرافية الى خارج حدودها اصلا وبقت حصرا على القصاصيين و الادباء وقد اعتبر ( اندريه بولس ) ان شكل الحكاية الخرافية هو شكل من الاداب الملحمية .
ان اكثر شيئ يميز الحكاية الخرافية على عقول الناس منذ القدم هو اعتقادهم ببعض المسائل منها حكاية اليد التى تتوسطها عين والروح الى تطير وصوت البوم ورؤية الغراب في المنام وتبرك الناس بالمراة باعتبارها تحمل صورة الانسان والعجائز اللواتي يطرن على اعمدة المكانس وحكمة الجداول التى تطير بالانسان من الحجاز الى الهند في لمح البصر .
والسر في هذا الاعتقاد هو وصول الروح المسيطرة في الاسطورة وتحولها من بلد الى بلد بسبب اسلوب الروية والتعبير والخطاب الاعلامي ، فالامور الروحية الواردة بداخل الحكايات الخرافية هي الافكار الاصيلة التى تم نقلها من مجتمع الى اخر وهو مايبين ان رجل الاعلام هو الذي اهتم بالاسطورة او بالحكاية الخرافية وهو مااظهرته تلك الحكايات (الفابيولات) المنتشرة في المجتمعات الهندية فهي تحكي عن تسلق القرود للاشجار وعن امتلاك الزواحف لعينيين حمروين ، ةلماذا زحفت السلحفاة ببطء ولماذا ينوح الحيوان ولماذا تغني البلابل
الهمت تلك الاساطير الخيال الابداعي للادباء لانها اصبحت مضرب تشبيهات بلاغية رائدة قادها كل من العقاد وابن شادي وابي سكة و وشفيق معلوف .
----------------

--
1 –الانواع الفكرية : هي الانواع التي تهدف الى زرع ثقافات معينة في ذهن المتلقي
2-الانواع التعبيرية : هي الانواع التى سلط عليها الشخصيات والبطولات التى شهدتها الاسطورة
3-الاواع الاستقصائية : هي الانواع التى تقدم افكار ومعلومات بحاجة الى تمثيل
هي الانواع التى تقدم افكار ومعلومات بحاجة الى تحليل
انظر مؤلف د نصر الدين العياضي ، ديوان المطبوعات الجامعية 1999

أولا :علاقة الاسطورة بالمنجزات العلمية :
اصبح العالم يسير تحت عجلة التقدم العلمي الدقيق الذي انتج الانسان المحوسب أي المحاط بالاعلام الالي وهذه السيرورة في الحقيقة هي واقع علمي لايمكن الا ان يكون مثار تصديق من طرف الاجيال الللاحقة لكل الظاهر المشاهدة و سيظل هناك نفر من الناس لايؤمنون كثيرا بهذه الاساطير العلمية .
انهم لايتخيلون ان هناك اناسا نزلوا على سطح جبل الوزقارية بقصر الشلالة من صحن طائر وكلم رواده راعيا ثم اختفوا عن الاعين في وضح النهار فاذا ماورد هذا النص في شكل خبر صحفي نشر في جريدة الجمهورية سنة 1988 (1 )فانه لايتعدى ان يكون سوى وهم خيالي صعب التصديق وهو في ذات السياق يشكل موضوعا حقيقيا شاهده المئات من الناس .
وفي ظل تطور الوسائل البصرية والتقنية يصبح من الضرورى التصديق بكل الحيل والخدع التى تمارسها الكاميرا او الصورة او عندما نقرا عن خبر اعلامي عن اطلاق اول مركبة ضوئية تزن 1 كلغ بتكلفة قدرها 250 دولار هي قيمة التيار الكهربائي المستخدم في عملية الاطلاق او نسمع عن الصواريخ الذكية الموجهة لاهداف معينة وثابة فاذا كان هذا الخيال العلمي الذي اخترع تلك الوسائل فانه باستطاعة رجل الاعلام ان يبتدع اسطورة جديدة على شاكلة المغازي القديمة لكنها اكثر علمية وتعقد .
1-جريدة لجمهورية شهر نوفمبر 1988
ان الانسان الالي كان من بين تلك الحقائق الاسطورية التى تجعل رجلا اليا يقود مركبة فضائية وهذه الاختراعات هي قمة ما ابتكره العقل البشري الذي باستطاعته ان يعطي الاسطورة الحالية مواضيع علمية مثبتة او قريبة من الاثبات يشكل خروجها لونا فنيا من الانواع الصحافية التعبيرية التى نشاهدها في برامج تتناول صورا اعلامية اغرب من الخيال فكنا لانصق ان يضع الانسان في انفه افعى سامة ويخرجها من فمه ولاتلحق به أي أذى ، فقراءة مثل هذا الموضوع في اسطورة هندية يعد شيئا عاديا بل عندما نشاهدها في وسائل الاعلام فان ذلك له مايبرر الخيال العلمي فكل المبتكرات العلمية التى كانت الاشارة اليها في ما مضى مجرد اسطورة اصبحت حقيقة مبررة


حمام محمد زهير

المساهمات : 16
تاريخ التسجيل : 20/12/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المحاضرة التاسعة الاعلام و الخرافة Empty رد: المحاضرة التاسعة الاعلام و الخرافة

مُساهمة  faroukwar الجمعة مايو 01, 2020 12:47 am

ممتاااااااز Very Happy Very Happy Very Happy Very Happy Very Happy

faroukwar

المساهمات : 1
تاريخ التسجيل : 01/05/2020

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى