المحاضرة الثانية مفهوم وسيلة الاعلام :

ثالثا- مفهوم وسائل الاعلام .

قبل تناول مفهوم وسائل الاعلام نحاول تحديد مفهوم الاعلام .
نقصد بالاعلام هو "عملية اخبارو تبليغ الناس "بما يجري حولهم ، ولايؤدي هذا الاخبار معنى كاملا الا إذا زود "بتحليل اسباب حدوث الوقائع والاخبار"، وهذا ما يجعلنا نستنتج بان هناك ركائز لتحريك هذه العملية منها الاعلام الذي عرفه الناس قبل الصحافة ، وحتى يفهم الاعلام بصورة واضحة يجب شرح مفهوم وسائل الاعلام .
أ- مفهوم وسائل الاعلام :
يظهر من خلال مصطلح وسائل الاعلام وجود معيار الوسيلة التي يقصد بها الاداة المستعملة في عملية الاخبار بالمعلومات سواء كانت احداثا اواخبارا، وهذه الاداة كما هو معروف يجب ان تمر عبر قناة ، فمن المستحيل ان "تنتقل الاداة " دون المرور بالقنوات المعروفة اجتماعيا بين البشر وهذا " المرور" يكتسي هدفين هدف العلم بالشيئ الذي حدث وهدف انتظار التاثيراي" رجع الصدى ".
فلاتؤدي وسائل الاخبار معناها كاملا الا اذا حققت الهدفين معا عندئذ نستطيع ان نتحدث عن وسيلة اعلام ذات تاثير ،ففي هذه الحالة سيتكون نوعا من الجمهور يؤمن باشياء يكون منها موقفا.
ان ادوات نقل المعلومات اوالانباء الجديدة تتضح امانتها وجديتها حسب نوع المعلومة (نوع الاعلام المراد تبليغه الى الجمهور الكبير المجتمع ).
فلايمكن ان ينقل "الاعلام الدعوي " الديني معلومات عن اعلام فني بنفس الكيفية التى ينقلها "الاعلام الفني "الى جمهوره الذي اختاره.
ان "حق الحصول على المعلومة " اصبح حقا طبعيا يقترن بالحريات الفردية والحقوق العامة في المجتمع، فكل مواطن باستطاعته ان يتلقى المعلومات الموجودة على ارض الواقع أي انه يتلقى كل انواع الاعلام المعروفة الاعلام الديني الجماهيري و الاعلام المتخصص كالاعلام السياسي و الاعلام الجواري .
وبمقدوره ان يختارحسب مايراه مناسبا له باعتباره حرا في اختياره لنوع المعرفة التى يريدها لنفسه او لعياله او للمجتمع .
وهذا الاختيارتلعب فيه الوسيلة الاعلامية دورا كبيرا، خصوصا وانها تضيف اشياءا جديدة ذات قرابة الى محيط المواطن ." فالوسيلة الاعلامية هي التى تفرض الاختيار على الجمهور ، فهناك من الرأي العام من يشاهد حصصا اخبارية ولايقرأ جريدة ولايتصفح كتابا ويواضب على متابعة برنامج اذاعي فكل وسيلة متطورة تفرض نفسها على الجمهور ، فهناك من الوسائل من تفقد جمهورها بسبب عدم تطويرها.
تنوعت وسائل الاعلام في الوقت الحالي ، وادخلت عليه تحسينات جديدة ادت الى اكتشاف وسائل الكترونية جديدة منها الانترنيت فلم يعد التحدث من مميزات الوسائل الاعلامية الكلاسيكسية بنفس النظرة التى كانت عليها في السابق ذلك انها اصبحت متطورة جدا من حيث سرعة نقل الخبر .
تلك الخاصيتان (التطور السريع والتحضر ) جعلا للوسائل الاعلامية خصائص منها :
-أ-اتصاف الرسائل الاعلامية بالاختصاروالوضوح فلا يوجد أي قاريئ او مشاهد لايستطيع ان يبني قراءة الحدث او لموضوع ما ، بسبب التراكم المعرفي الذي يتلقاه يوميا من وسائل الاعلام.
سهولة الحصول عليها جعلها في متناول الجميع وتداخلها في حمل الرسائل الاعلامية المعقدة التى تهدف الى مصلحة ما .

1- وسائل الاعلام :

ان وسائل الاعلام تتنوع حسب محيط تواجدها فهناك وسائل اعلام معروفة وهناك وسائل غير معروفة، اما بالنسبة لوسائل الاعلام المعروفة ،فاننا نقصد بها الصحف والاذاعة والتلفزيون والانترنيت الفيديو الالياف البصرية و الكتب ،اما الوسائل غير المعروفة، فهي ترمز الى المرافق العمومية والخلابا الجوارية .
وداخل كل وسيلة يوجد صحفي ينقل انشغالات الناس وهمومهم كما تختلف كل وسيلة عن الاخرى بحسب المحيط الموجودة فيه ، لكنها تشترك في نقطة متوسطة افتراضية تلتقي عندها مجموعة من الناس ، فهي تحمل الرسالة وليست هي الرسالة لهذا يجب التحدث عن محتوى الرسالة المنقولة ،اذا اردنا ان نتحدث عن الوسائل ولاجدوى في حديث عن تطور الوسيلة الاعلامية دون الاشارة الى تطور الرسائل الاعلامية المنقولة .
ونذهب مع ما اكده (فرانسيس بال ) ، بشان تطور وسائل الاعلام فقال ان الانترنيت يلخص ويجمع كل الوسائل في وسيلة موحدة ترتبط في طفرة واحدة (الاذاعة الهاتف الصحافة المكتوبة التلفزيون ) فهو ليس وسيلة بحد داتها لان هدفها غير معروف بل هي شبكات اتصال وعدة شاشات بث مختلفة الاحجام .
ونخلص ان وسيلة الانترنيت تعد قفزة نوعية اختصرت مجموعة من وسائل الاعلام الاخرى وماهي الا انطلاقة موفقة لاختراع وسائل جديدة ربما قد تحمل الشخص والاوزان في المستقبل في لمح البصر من قارة الى قارة وهوما يعرف بطور "الانسان الطيار" ولانستبعد حدوث ذلك الامر لان قبل الانترنيت إستغرب العالم في نقل صورة من امريكا الشمالية الى وسط امريكا ، وبعد مرور 30 سنة اصبح ممكنا مشاهدة اعقد العمليات الجراحية في بوسطن لحظة وقوعها وعلى المباشر .
ستعرف وسائل الاعلام تحسينات جوهرية في تقليص سرعة وصولها الى الجمهور لانها تحاول ان تختصرالزمن من 24 ساعة الى 20 ساعة او اقل حتى يتمتع الناس بوقت زائد لايدخل في منظومة الزمن الحالية .
-----------------------
1- بن خرفالله الطاهرالوسيط في الدراسات الجامعية ، دار هومة للنشر والتوزيع ، ص 11 الجزائر 2003