موقع الدكتور حمام محمد زهير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

سحابة الكلمات الدلالية

الاتصال  دراسة  التسيير  المقارن  الادب  القيادة  

المواضيع الأخيرة
» راءة تفكيكية في "حماقات شاعر. " للشاعر سليمان جوادي..
المحاضرة السادسة الصحافة الالكترونية و الاتصال Emptyالجمعة مايو 01, 2020 2:02 am من طرف حمام محمد زهير

» تتفجير الأنوثة في قصيد قالوا : إني غشيم للشاعر سليمان الجناحي:
المحاضرة السادسة الصحافة الالكترونية و الاتصال Emptyالجمعة مايو 01, 2020 2:01 am من طرف حمام محمد زهير

» يد الله .. والكرونا( في قصيدة للشاعرة المهاجرة الهام زكي خابط.في السويد
المحاضرة السادسة الصحافة الالكترونية و الاتصال Emptyالجمعة مايو 01, 2020 1:57 am من طرف حمام محمد زهير

» لتخييل الإبداعي في مشانق و أنوثة للشاعرة دليلة ذيب شقراء
المحاضرة السادسة الصحافة الالكترونية و الاتصال Emptyالجمعة مايو 01, 2020 1:56 am من طرف حمام محمد زهير

» المحاضرة التاسعة الاعلام و الخرافة
المحاضرة السادسة الصحافة الالكترونية و الاتصال Emptyالجمعة مايو 01, 2020 12:47 am من طرف faroukwar

» مراجع المحاضرات
المحاضرة السادسة الصحافة الالكترونية و الاتصال Emptyالجمعة مايو 01, 2020 12:18 am من طرف حمام محمد زهير

» المحاضرة الثامنة الاعلام في عهد الاستعمار
المحاضرة السادسة الصحافة الالكترونية و الاتصال Emptyالجمعة مايو 01, 2020 12:15 am من طرف حمام محمد زهير

» المحاضرة السابعة الشركاء المساهمون في تنمية الاتصال الجواري
المحاضرة السادسة الصحافة الالكترونية و الاتصال Emptyالجمعة مايو 01, 2020 12:14 am من طرف حمام محمد زهير

» المحاضرة السابعة الاتصال والاعلام الديني
المحاضرة السادسة الصحافة الالكترونية و الاتصال Emptyالجمعة مايو 01, 2020 12:11 am من طرف حمام محمد زهير

أبريل 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
282930    

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




المحاضرة السادسة الصحافة الالكترونية و الاتصال

اذهب الى الأسفل

المحاضرة السادسة الصحافة الالكترونية و الاتصال Empty المحاضرة السادسة الصحافة الالكترونية و الاتصال

مُساهمة  حمام محمد زهير الجمعة مايو 01, 2020 12:09 am


نحاول في هذا العنصر تسليط الضوء على المعطيات الجديدة في مجتمع المعلومات التى خلقت جيلا من الصحفيين والمواطنين الافتراضيين .
تتميز الصحافة الالكترونية بمميزات كبيرة فتبدا من انها تقرا في كل وقت بمجرد الضغط على ازرار محركات البحث ، كما انها تفتقر الى جمهور متخصص محدد عكس الصحافة الجماهيرية فتوزيعها يقترب بمدى امتلاك وسائل الاعلام الالي ، فالصحفي الالكتروني يحاول التاثير على الانسان المحوسب ،وفي هذا الصدد سوف نتعرض الى الطرفين .


اولا: المواطن المحوسب :
هو ذلك الانسان العاقل الذي يستعمل الاعلام الالي في حياته اليومية من داخل المنزل وخارجه ، ويخضع كل معاملاته التجارية والساسية والثقافية الى الاعلام الالي باستعمال تقنية الانترنيت .
- الصحفي الافتراضي :
ينقل التغطيات والقرءات المختلفة عبرالشاشات الالكترونية ، سريع الحركة واسع الافق يتعامل مع تقنيات تحرير الخبر بطرق عادية، ستصبح العشرية القادمة (الصحافة الالكترونية ) هي وسيلة العصر القادم لانها سوف تغزو كل استعمالات الانسان المحوسب ،بنسب ستعرف تزايدا مستمرا ، كلما تحسنت الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتحسن الدخل الوطني .
- مجتمع الصحافة الالكترونية :
بلغت البشرية عصر ثورة الاتصال الخامسة (1) فاصبح في الامكان التحدث عن مجتمع الكتروني عرفه الاستاذ محمد لعقاب بمجتمع المعلومات يعيش فيه الانسان عصر مابعد التصنيع الذي يرمزالى العيش في المستقبل حتى تصبح كل التصرفات تتراءى وكانها جزء من الماضي مثلها مثل القومية الاولى لاجهزة الحاسوب .
واذ نقول ذلك فلاننا نؤكد بان مجتمع المعلومات ولد من وسط التكنولوجية، لهذا ستعرف الصحافة الالكترونية قفزة معتبرة في مجال تبليغ المعلومة، لانها ستصبح غريبة المحتوى اذا ماتمت قراءتها عبر شبكات الواب وسيسحق بعنف كل الذين تاخروا في استخدام الحاسوب ، فلن يجد المتبدي مايستوعبه خصوصا وان البرامج المذاعة والرسائل الاعلامية ، ستعرف تحسينات خرافية حتى ان العين المجردة ، ستصبح عاجزة على التفريق بين الواقع والحيل السينمائية ،عندئذ يدرك الانسان المتبدي اعلاميا بانه تاخرنوعا ما لاسيما عندما يدرك ان انفجار المعرفة قد يشمل كل ماهو موجود، فلم يعد هناك فراغ فيزيائي ، بل سيتحول ذلك الفراغ الى واجهات مليئة بالمعلومات كما ستقفز المعاملات التجارية عبر التجارة الالكترونية ، كل مفاهيم التجارة الدولية من عملية الكترونية اتفاقيات الكترونية تكون بحجم المعلومات والمعرفة ستزداد كل 12 سنة.


-----------------------

1--محمد لعقاب مجتمع الاعلام والمعلومات ، ماهيته وخصائصه دار هومة ط 2000 ص 98،--نفس مرجع سابق.









الفرع الثالث :
مفهوم الاتصال

رابعا : مفهوم الاتصال .
بالنظرالى ماسبق اصبح واضحا ان الاعلام هو عملية تبليغية بمعرفة جديدة للمستقبل ، بينما الاتصال قد يفكك كمفهوم بسبب تعقد الحياة الاجتماعية،ولهذا سوف ندرج كل المفاهيم الخاصة بالاتصال مع مقارنتها نسبيا بمختلف العمليات الاعلامية .
مفهوم التبيليغ نعني بالتبليغ نقل معلومات يرى المرسل بانها تفيد المستقبل نتيجة للخلفية الثقافية التى يمتلكها المرسل ، ففي هذه الحالة هي عملية تقنية الية تحمل المعلومة وتصب عند الطرف الثاني لهذا ارتبط الاتصال بالتبليغ.
ب- مفهوم نقل المعرفة : تعتبر المعرفة الموجودة لدى الانسان كما هائلا من المعلومات والخبرات التى اكتسبها في الحياة ، اذ يمكن نقلها بعملية اتصالية واضحة .
ومن خلال الطرحين السابقين يمكن ان نعرف الاتصال بانه عملية تقنية الية تطبع العملية الاعلامية اذ ما اخذنا عنصر الاعلام (الاخطار) بين المرسل او المستقبل ويمكن اعتباره بانه تحديد لنوع من العمليات الاعلامية المختلفة ، كان تقول الاعلام السياسي او الاتصال السياسي او اعلام رياضي أو اتصال رياضي فهو يرمز الى عملية تبليغ شيئ جديد ولايهم الخطا او الصواب ،فيماينقل اليه ومن جهة اخرى هو عملية اشعار بوجود كائن باستعمال الرسائل ومثله مثل الاعلام ان لم نقل هو نفسه اعلام لايحيا الا بالوسائل .
وحتى نوضح اكثر نذكر مفاهيم الاتصال الاخرى، التى لها علاقة بالعملية الاتصالية في حد ذاتها.
- مفهوم الاتصال: يعني تحريك جزء من المعلومات من مكان الى أخر من مرسل الى مستقبل ،عن طريق قناة إتصال ، وتسمى المعلومة المرسلة بالرسالة الاعلامية وعندما يرد المرسل يسمى ذلك برجع الصدى
- قناة الاتصال : يقصد بها المساحة أو الفراغ السكوني ، الموجود بين المرسل والمستقبل ، فهي التي تحدد وصول الرسالة الى هدفها ، وتتغير إذا ماظهر تشويش تقني أو قوبلت بتدخل طبيعي .
- الاتصال الجواري: هو كل إتصال يتم بين الادارة والمواطن عامة بغية تأمين حماية المصلحة العامة .
- تقنية الاتصال : مجموعة من العوامل النفسية والتكنولوجية المتوفرة ، لدى المرسل والمستقبل لإقامة شبكة إتصال ،فهي تعتمد على الخبرات والمهارات .
- عوائق الاتصال: لا تنجح الرسالة في الوصول الى الهدف ، إذا ماتدخل عنصر غريب يؤدي الى عدم وصولها كاملة أومقتضبة ، حسب درجات التشويش الاصطناعي أو الطبيعي ، بفعل متدخل وغالبا مايحدث هذا التشويش بسبب عدم الإلمام بتقنية الاتصال.
- وسائل الاتصال : يقصد بها الأليات والتقنيات التى يتم بها الاتصال أو انتقال الرسالة الاعلامية من طرف الاخر، فإذا كان الانسان بحاجة الى وسيلة للتنفل ،فإن الرسالة الاعلامية بحاجة الى وسيلة نقل،هي الاخرى ، كالصحف التلفزيون الفيديو الكتب الشريط الخ .
- إستراتيجية الاتصال : هي الخطة أو الرسالة التى يتخذها صاحب الهدف من بث الرسالة وتشمل أن يرسم في خطته تأمين وصول الرسالة، بدون تشويش وتامين وصول رد الفعل والهدف منه ونقصد بها كذلك دراسةالاهداف.
- العادات الاتصالية : ترتبط العادة في الغالب بسلوكات الناس المختلفة التى يقوم بها الافراد، من أجل تحقيق عادة التواصل والتفاهم، فهناك من يستعمل الرسائل والكلمات البسيطة أوالهاتف أو التلفزيون أو القرص المضغوط.
-الاتصال المباشر: ويقصد به الاتصال الذي لايستعمل الوسيلة الناقلة (كحوار الاستاذ مع الطلبة
- الاتصال غيرالمباشر : هو إتصال مباشر لكنه يستعمل وسيلة ناقلة كأن يكتب أب لإبنه رسالة بإستعمال البريد الاليكتروني .
- الاتصال الشخصي: هوتوجيه رسائل في شكل حوار وبتادل للمعلومات بين شخصيين محددين في الزمان والمكان .
- الاتصال اللفظي : هو الذي يستعمل فيه اللفظ ، بعني الكلمة المنطوقةأو غير المنطوقة لتوصيل الافكار الى الغير وكثيرا مايستعمل الكلمات ذات الدلالات ترسل في شكل أشعار أو خطب ... الخ .
- الاتصال الرمزي : خلق الله بشرا ، لاينطقون (صم وبكم) ، فهؤلاء يتواصلون بالرموز كلغة الصم البكم التي تستعمل الرمز والصور والدلالات الاشارية مثل الكتابة أو الايماء .
- الاتصال الهابط: وهو الاتصال الصادر من مديرين الى عمال بإستعمال رسائل كالاوامر والتوجيهات.
- الاتصال الصاعد: وهو إتصال يصدر من العمال المتواجدين في أدنى السلم الاداري الى المسؤولين في شكل شكاوي وإحتياجات.
- الاتصال الافقي: ويقصد به كل الاتصالات التي تتم بين الافراد في مستوى واحد كالاتصالات التى تحدث بين الولاة أو الاطارات فيما بينهم .
- الاتصال النجمي: يكون فيه الاتصال معقدا ومتشابكا ، بسبب تنوع المشاركين فيه حيث تكون الاتصالات أفقية وعمودية ومائلة تشبه النجمة .
- الاتصال الرسمي : كل أتصال يتم بإستعمال طرق المنشورات والقررات والاوامر الكتابية .
- الاتصال غير الرسمي : يقصد به كل إتصال عشوائي يتم في النوادي والمقاهي بين جماعة عمالية أو حركة جمعوية .
- الاتصال الفعال: هو الذي يكون في حالة إيجابية عند المستقبل لبساطته وإختصاره ووضوح هدفه.
- الاتصال الاجتماعي : نعني به نقل رسائل من طرف الى طرف أخر من أجل تطوير المعارف ودفع الوعي الاجتماعي الى الطريق السليم ، فهو يبحث عن هدف التغير العام .
- الاتصال غير المحدد: يقصد به كل إتصال عام موجه بين مرسل ومستقبل وعدد غير محدد من الجماهير، كالخطب السياسية الموجهه الى عامة الناس وهو مصطلح غير محدد وفلسفي.


بعدما تعرفنا على المفاهيم المتعلقة بالاتصال ، نخلص بالقول الى ان الاتصال هو تقنية الوسائل التى تحمل الاعلام الى المواطن ، فلايمكن ان نؤكد وجود عملية اتصال الا اذا كان في وسطها اعلام يعتبر هو الروح المحركة لكل عملية اتصال مهما كان نوعها .

-----------------
1- فريد شيبوط الاتصال الجواري طروحة ماجستير غير منشورة ، معهد الاعلام والاتصال 2002








يعتبر موضوع الاتصال الجماهيري من المواضيع المنتجة للمعلومات لانها ترتبط بكونها ظاهرة يجب إخضاعها للدراسة ، فنقول ان ذلك يهدف بطبيعة الحال إلى رسم منهجية الدخول في محيط السياسة الإتصالية ككل و التي أصبحت تشكل في الوقت الحالي أكثر من ضرورة لأنها تتعلق بالأفراد مجتمعين مهما كانت انتماءاتهم .
أي من الناحية السوسيولوجية تندرج هذه الظاهرة ضمن إطار التفعيل الاجتماعي ونعني بالتفعيل هو توفير كل القنوات السهلة لإفهام الرسالة الإعلامية إلى الطرف الآخر على الأقل .
لنسجل رد فعل إيجابي يكون مفاده فهم الرسالة ( Message ) ومعها نفهم رجع الصدى فإذا كان هناك توافق بين المرسل والمستقبل فمعنى ذلك أننا ضمنا نوعا من الفهم والوضوح التقني والمادي لمجرى الرسالة الإعلامية وعلى هذا الأساس يصبح مجرى الرسالة مفهوما أكثر من ذي قبل ولا يسبب التعامل معها أية مشكلة ما عدا الإقناع الذي تنطوي حيله على ثقافة الغير وتأثرها بالانعكاسات الاجتماعية المختلفة .
فقد لا نصبح فقط أمام أشخاص عاديين يظن الكثير من السهل إقناعهم بموقف أو قضية ما بل سنكشف أصولا أخرى لذوات بشرية لا تقتنع في كل مرة بتلك السهولة .
لهذا فدراسة الناحية السوسيولوجية تعد فعلا ضرورية لأنها تمهد أولا لكيفية اختراق الذوات البشرية الصلبة التي لا تقتنع بسهولة خاصة في حالة اللجوء إلى استخدام وسائل الإتصال الجماهيري كالتلفزيون .
والأمر هنا سيان بين إعلامين إعلام إسلامي دعوى واتصال جماهيري يعد الأول جزء من الثاني.
لأن الاتصال الجماهيري أشمل وأبلغ من دائرة المجال الدعوى الذي ربما يستهدف شريحة معينة من المجتمع .
قبل البدء يجب إجراء التفرقة بين الاتصال باعتباره عملية ميكانيكية للتبادل المعرفي عن طريق رسائل تحمل الأفكار والحقائق وبين الإعلام الذي يتم فيه جمع وتخزين ومعالجة ونشر الأنباء والحقائق من أجل فهم الظروف الشخصية والبيئية والقومية والدولية والتصرف من وجهة نظر إجتماعية تحت غطاء تضمين الاتصال .
وبصورة أكثر توضيحا فإن الاتصال يقوم بوظيفة الإعلام . ولكنه ليس إعلاما وفقط بل أوسع وأشمل ، لأنه يحتويه ويمارسه تحت نطاق وسائله المختلفة والمتطورة جدا .
1- مفهوم الإتصال الجماهيري :
يتعلق الاتصال الجماهيري بالجماهير الأرضية إلا أن معناه ينحصر في كونه عملية نقل الأشياء بين موقعين محددين في المجتمع ،أي داخل المجموعة( الكتلة الفريقية )المكونة له والتي تتغير من لحظة إلى أخرى ، وهذا التغير هو الذي حول مصطلح الاتصال الجماهيري في ما بعد إلى أعقد عملية في المجتمع لأنه أصبح يستهدف نقل الرموز والإشارات حتى في الوسط الحيواني والنباتي .
أي أن تلك الأنواع الحيوانية والنباتية أصبحت تقيم اتصالا فيما بينها ، فالاتصال يشمل على قدرات بشرية ووسائل تقنية وتكنولوجيات معقدة ، ومواد وآلات تنتج وتستقبل وتخزن وتسترجع الوسائل بالإضافة إلى كونه إشارات ورموز .
ومن ثمة فإن الاتصال هو ظاهرة شاملة كاملة لايمكن تجزيئها.

2-تطور الاتصال بالجماهير :
لا يمكن أن نحصر عملية الإتصال في وقت دون الآخر ، لأنها فعلا متجددة ، فقد بينت عملية التأريخ إنطلاق أولى عمليات الإتصال عندما اهتدى الإنسان إلى عملية الجمع والالتقاط لدى الإنسان الأول التياندري أو إنسان جاوة المكتشف باسبانيا .
ومهما كان اكتشاف المقابر الجماعية للعائلات فذلك كان يدل على قيام اتصال وتفاهم منذ القدم .
لكن البداية العملية التي تطور من بعدها الفكر الاتصالي والبحث التوافقي يمكن إرجاعها إلى اكتشاف الحبر عام 105 من طرف الصينيين .
فمنذ ذلك العهد بدأت آليات التطور الخاصة بمشتملات هذه العملية سواء آلة الطباعة نفسها ، و الحبر أو الأفكار التي كانت سيدة المواقف إلى جانب الريشة فلا يمكن أيضا أن نقول انه قبل سنة 1450 كان الإتصال غير فعال ،بل كان في قمة التطور نتيجة للترحال المستمر والاستكشافات الجغرافية والتبادلات التجارية التي كانت تشهدها الجمهوريات الإيطالية ( بيزا – صقلية ) .
وفي الفترة التي تلتها لا يمكن أن ترمي الحضارات المتعاقبة بالجمود المادي وقد سجلت شعوبها أبرز الآثار في أبعد نقاط العالم ،والمتتبع للحضارة الرومانية يقف عند مشاهد كثيرة لهذه الشعوب التي لم تعرف الطباعة ، فقد تنقل الاتصال بهم من خلال الالتقاء وتبادل الرسائل الشفوية والعواطف سواء داخل الأسواق أو في الحروب .
ونتيجة للفطرة العقلية التي منحها أياه الله تعالى '' وَكَرَّمْنَا بَنِي آدَم '' فكانت نعمة العقل هي التي ستؤدي بالبشر إلى التفكير في النفاذ إلى الفضاء ،فإنه ظل ينتصر وينهزم ، يربح ويفشل في تطوير وسائل الإتصال
وانطلقوا من الإشارات الصوتية والحركية ، المرتبطة ببنيتهم الجسدية كالرقص ، الرسوم ، الإشارات النارية والرسوم النارية ، وقد ساعدها تطور المنظومة اللغوية وهو ما جعل الجنس البشري يتفوق على الجنس الحيواني ، لكن عدم الاتصال بالمجتمعات أدى إلى ظهور لغات جديدة ترتبط بالتقاليد الصعبة كما هو الحال شعوب أدغال المسيسيبي مثل السنكرستية في الهند واللاتينية في أوربا القديمة .
لم يبق ذلك التطور المفضي إلى اكتشافات متعددة في مجال الاتصال رهين القضاء والقدر بل تطورت منظومة الفكر زهاء 5 قرون استطاع الفكر أن يرسوا على ما يسمى بالحروف المتحركة .
فقد طـــبع Johann Gutenberg الإنجيـــل في 42 سطرا بعد تطويره للآلة الدوارة وبعده بـ10 سنوات انتقلت الى إنحلترا مع Waliam Gayton ثم إيطاليا وانتشرت لاحقا في أمريكا بعد اكتشافها بـ 50 عاما على يد جوان بابلوس Juan Pablos ثم تطورت لاحقا في كل بلاد الدنيا.
شجعت فكرة تحسن فنون الطباعة علماء الحرف على استقراء أفاق تطور هذه الآلة العجيبة ، خاصة وأن العالم فيما بعد سنة 1560 بدأ يعرف إكتشاف المواد الصناعية كالبخار وكهرباء الماء والقطارات ، واهتدى علماء الحرف إلى طبع أكبر عدد من الصحف .
وكان ذلك ليس جرعة ماء يتناولها عطشان بل كان يعني تطوير وسائل الاتصال عن طريق تطوير الإعلان التجاري .
فكان أول إعلان ( Advice ) نشر في الصحف عن كتاب بلندن صدر في 1625 ، احتوى على إعلانات ونصائح تهتم بالشاي والبن والشوكولاتة والصبيان والصناع .
لكن ذلك لم يعن أن الإعلان قد اكتشف مع يوهان بل يعد أقدم وسيلة اتصال حيث استخدمه أمير مصري يعود تاريخه 1000 سنة قبل الميلاد ، عندما أعلن عن مكافأة كبيرة لمن يرد له عبده الهارب منه .
المهم أنه منذ بداية الإعلان التجاري الذي ارتبط بالترويج للسلع وخدمة السياسات ، بدأت وسائل الاتصال الجماهيري ( Mass Communication ) في تزايد .
وقد انعكست الثورة الصناعية بالإيجاب على توسيع نشر الصحف والمطابع في كافة أنحاء العالم .
وفي خضم هذا التطور المذهل لتكنولوجية الآلة نتيجة لتطور الاكتشافات الجغرافية والمواد الطاقوية كالفحم والكهرباء.
شهدت فترة 1844 اختراع التلغراف إذ تم مد أول كابل عبر الأطلنطي ، ثم توالت فيما بعد حتى أرسل Bel أول برقية تليفونية ،فكان هذا المجال سببا في تطوير بحوث الاتصال الجماهيري ، حتى طور ماركوني تقنية الإتصال بين مرسل ومستقبل .
ثم توالت صناعة السينما فيما بعد حتى شملت مجالات الاتصال الجماهيري الأخرى
- خصائص الاتصال الجماهيري :
إن عملية الإتصال الجماهيري تتعلق بالعملية الميكانيكية والتقنية التي بواسطتها يتم الوصول إلى المستقبل ،أي يشمل نقل الرسائل والمعلومات الهامة لإعادة إنتاج النسق الاجتماعي الجديد داخل المنظومة الاجتماعية .
وعلى هذا الأساس ولتفادي أي خلط بين الاتصال الجماهيري والاتصال الاجتماعي قد ينتج من فكرة الجماهيرأوالمجتمع ، يجب معرفة الاتصال الاجتماعي عن قرب .
فهو العملية القصدية المنظمة لضمان تدفق معلومات ورسائل إعلامية مهما كان نوعها في منظومة الاتصال .
يهدف من ورائها إعادة تكيف الظواهر الإجتماعية فهو يشمل إتصالات مستمرة بين الأفراد والجماعات التي تحكمها ، و سلوكيات الحياة فإذا ما نجح في نقلها فإنه يرتقي إلى الاتصال المجتمعي أي معالجة إعلامية على مستوى الأنساق الاجتماعية الفرعية .
إذا لا يمكن الوصول إلى اتصال اجتماعي مالم يمر ذات الاتصال بوسائل النقل المستعملة لدى الجماهير .
فهو قناة منظمة تحتوي الاتصال الاجتماعي أو بالأحرى هو القناة الرسمية لكل عملية اتصال محتملة ،فلا يمكن معرفة سلوك مجتمع في بقعة ما من العالم مالم نستعمل وسائل الاتصال الجماهيري الواسعة ، عندها يمكن الإقرار بالدور أو بالخصائص التي تجعل من وسائل الجماهيري أفضل وسيلة تؤدي إلى تحقيق نتائج ملموسة في الميدان ومن بين مميزاته :
الاتساع والانتشار الكبير: إن أبرز ميزة للاتصال الجماهيري تعني الاتسياغ في الاتصال سواء داخل المجتمع أو خارجه لأن تقنية وسائله أصبحت جد متطورة .
فقد دخلت الصحافة والإذاعة والتلفزيون مجالات الاتصالات الفضائية بعد تثبيت القومية الجديدة للأقمار الصناعية التي أصبحت تتعامل بالتشفير.
استقبال وسائل الاتصال حسب إرادة الفرد : بين صبر للأراء قامت به هيئة إذاعة كولومبيا لمعرفة استقبال وسائل الإعلام لدى الجمهور الأمريكي .
فقد اكتشفوا أن غالبية البالغين في الو.م.أ يطمحون إلى تقيد بعض الحريات الأساسية كما ذكروا بأن 50% رفضوا بأن لا يسمح للصحافة والإذاعة والتلفزيون بتغطية الأخبار التي تهدد المصلحة الوطنية .
2- الاتصال الجتماعي :
قبل البدء في شرح حركية عملية الاتصال التي تقوم بين مرسل ومستقبل وقناة اتصال ، يجب ذكر النماذج الشهيرة التى ذكرت اهم عناصر الاتصال الاجتماعي .
- نموذج ارسطو : المتحدث والحديث والمستقبل
نموذج كلودشانون : المصدر + المستقبل - الإشارة – جهاز النقل
- نموذج لازوبل : من – ماذا نقول – في أي قناة – وبأي تأثير
3-الاتصال السياسي :
يقوم الاتصال السياسي على نقل الرسائل والمحتويات إلى مختلف أجهزة الدولة بسبب توضيح رؤى تهم المجتمع ، وميزة هذا الاتصال أن أفراده منسجمين مع بعضهم تبعا لقواعد توزيع السلطة ...
4-الاتصال الحكومي : يشكل نظام اتصال سياسي لكنه موجه لتعريف ببرنامج الحكومة .

ثانيا أدوات الاتصال :
من بين ادوات الاتصال المعروفة في عالم الاتصال نجد

1- الصحافة :
تعتمد الصحافة على الكلمة ، فهي تجيب على التساؤلات (ماذا، أين ، من ومتى ) ، لكنها لا ترقى على الجميع بسبب مشاكل التوزيع التي تبقى عائقا أمام الصحافة في حد ذاتها .
وهذا ما يجعلها ذات تأثير حد محدود ، لأنها لا تشمل إلا فئات معينة ، ومع ذلك فقد خطت الصحافة خطوات جبارة في تسجيل تطوير وسائل نقل اهتمامات الرأي .
وقد عرفت الصحافة عدة أنواع :
الصحف المحلية
الصحف السياسية
الصحف الوطنية
الصحف المالية .

ج) الإذاعة :
لا نريد هنا أن نشير إلى التاريخ التقني لانطلاق الإذاعة التي لعب فيها (جاك كليرك مكسويل) دورا كبيرا من خلال نظرية مقاربة الأمواج الكهرومغناطيسية بالأمواج الضوئية .
والتي أثمرت على ضمان الإتصال بين قوتين في زمن الإيطالي ماركوني سنة 1894 حيث تم أول اتصال إذاعي على بعد 400 م ولكنه في حقيقة تطور منذ سنة 1930 إذ أنشأت محطات إرسال وتحسنت تقنيات الصوت .
فأصبح للإذاعة دور سياسي إذ سرعان ما بدأت تطرق المواضيع التي تهم العام والخاص.
فتحولت إلى وسيلة اتصال تجاري واجتماعي ، حيث ساهمت خطة هتلر المذاعة في إدخال نوع من التوتر داخل المجتمع الألماني نتيجة لروح العداء التي كان يزاولها هتلر ضد الشعوب الأخرى .
د ) التلفزيون :
تنبأ (ماكلوهان) عندما أشار إلى أن التلفزيون سيحتل الصدارة في عالم الاتصال الجماهيري ، وأنه حل محل الكلمة المطبوعة لأنه حول ثقافة العصر التي كانت موجهة حين ذاك إلى الصحف فقد أضاف تقنية معالجة الحدث ونقله بالصورة والصوت ، الأمر الذي جعله يتنصر على كل استثمار تجاري .
ولتدقيق تاريخ التلفزيون فهو الآخر لا يقل تطورا من النواحي التقنية عن الإذاعة ، فنظام الرؤية عن بعد ، هو نظام إرسال واستقبال الصورة المرئية المتحركة وغير المتحركة بأمانة من مكان إلى آخر بواسطة موجات الراديو .
وانطلقت أولى تجاربه سنة 1884 عندما اخترع (نيبكو) الأسطوانة التي تدور الصورة ، حتى تم نقل برنامج تلفزي عام 1920 ، وذلك من ولاية نيويورك .
وفي سنة 1928 طور( بيرد) تطور نظام الإرسال والاستقبال في التلفزيون ، فتضاعفت صناعة جهاز التلفزيون مع توسع مدة العرض ، ومضاعفة القنوات .
فأصبح التلفزيون قطعة نادرة من أثاث البيت . إذ ارتفع عدد أجهزة الاستقبال من حوالي 87 مليون جهاز في سنة 1959 إلى 419 مليون جهاز 1977 1
د السينما :
كانت السينما ثورة رائعة كل جنودها أبطال حقيقيون ، لأنها كانت تنقل الأحداث الماضية والحاضرة وحتى المستقبلية وبأساليب عالية جدا .
أي أنها تعيش جوهر ومحتوى الرسالة الإعلامية التي أريد لها أن تصل بكل التفاصيل ، فهي ليست كلمة يتم تأويلها حسب ثقافة الناس ، بل تلزمك الصورة الناطقة مغبة البحث عن غيرها في المعنى .
ولما لها من أهمية فقد استهوت منذ البداية فضول المخترعين ، حين تمكن '' لومير '' عام 1895 من تسجيل أول عرض سينمائي عرض في الأماكن الشعبية .
وكانت معظم عملية التصوير تتم بالكاميرا الثابتة إلى غاية الاهتداء إلى فكرة ذهاب الكاميرا إلى الموضوع كما حدث في فيلم '' سرقة القطار الكبرى '' للمخرج الأمريكي EDWIN Poeter ( 7 دقائق ) .
وظلت الأفكار توظف لبناء فيلم سينمائي حيث أعطى المخرج الأمريكي GRIFFIH للفيلم السينمائي بعدا أطولا من الأول مستعملا تقنيات الاتصال بين لقطة وأخرى .
بفعل ذلك التطور أصبحت السينما وسيلة خطيرة من وسائل الدعاية ، حيث يتم عرض أفلام عن الحروب وقوة الجيوش العالمية ،كما حدث مع الجيش الألماني الذي كان يسجل عنه أنه جيش لا يقهر ...
هـ ) الأنترنيت :
تعتبر الانترنيت وسيلة من وسائل الاتصال الالكتروني التى تستعمل خطوط الهاتف وأجهزة التلفزيون السلكيةعن طرق الأقمار الصناعية والألياف البصرية .
أي أنها جمعت كل وسائل الاتصال الأخرى ، فهي فعلا قد وسعت الاتصال إلى المجالات الدولية فكل شيء مطبوع يمكن إدخاله في شبكة الانترنيت .
إذ من المنتظر أن تتحول الانترنيت إلى أكبر مكتبة في العالم .
كانت فكرة اختراعها سهلة '' كيف يمكن الاتصال بعدد كبير من الكمبيوتر في وقت واحد ) . اقتنع بها البانتاغون الأمريكي وأعطى الأمرتنفيذها إلى شركة أربانت1وضمت 10 جامعات أمريكية حيث تم إنتاج برنامج لتبادل المعلومات بين الهيئات الحكومية .
ثم تحولت إلى المواد التجارية بحلول الثمانينات حتى أصبحت تحتوي الأنترنيت 50 ألف شبكة مختلفة في سائر أنحاء العالم .

ثالثا :ترقية الاتصال الجماهيري :
نقصد بترقية الاتصال الجماهير ي اشارة الى عاملين اثنين فاما الاول يتعلق بتطوير وسائل الاتصال التي أشرنا إليها سابقا ، والعنصر الثاني له علاقة بكيفية استغلال وسائل الاتصال في تحقيق النتائج المرتقبة .
أرهقت المعلومات المهمة والجديدة ، ذاكرة الفرد واصبح من الصعب الاقرار باستيعاب كل تلك الشبكات المعلوماتية ، خاصة إذا علمنا أن القدرات العقلية للانسان تختلف من انسان لآخر.
وعملا بأن وسائل الاتصال مقيدة بأذواق الجمهورفإن التفكير في هذا لم ينقطع منذ القدم ، ليس لأن القصد منه إيصال الرسالة إلى المستقبل فقط ، بل لمعرفة كيف يجب أن يتأثرالمستقبل بمحتواها .
وليست هذه المرة الأولى التي تنشأ فيها محاولات لترقية الاتصال فمنذ اختراع تلك الوسائل كانت الأبحاث متواصلة ،ولا يتسع المجال لذكر كل تلك المحاولات لأنها تتنوع من العنصر الواحد ، ولكن نستعرض أهمهما :
1- انتقاء الجمهور :
أثبت الواقع وجود نوعا من الانحياز فرضه تأثير المضمون ، فقد نجد عشاق السينما لا يشاهدون التلفزيون وعشاق المسرح لا يتصفحون أبدا الصحف .
فقد يتفنن الإعلاميون في تنميق محتوى الرسالة ، ، باعتماد الكتابة التفسيرية المستخدمة في مناقشة الأحداث ،ولهذا فإن تقنية البحث عن ما يثير المتتبع بطريقة تجعل الإعلامي أقرب إليه من حبل الوريد .
لأن العملية في حد ذاتها نفسية تخضع لشبكات من الردود العكسية للعواطف التي يطلب من الإعلامي البارع التعبير عنها حتى وإن لم يعيشها لأنها تحيي في الآخرين حب الانغماس في تتبع محتوى الرسالة وهو ما نسميه بالإقناع .
وحتى تنجح وسيلة الاتصال في أداء دورها كاملا : بغض النظر عن الوسائل التقنية يجب أن يعتمد الإعلامي على البساطة ، والأسلوب وقوة التعبير عن الرأي بكل حرية على حد قول الفيلسوف المرحوم عبد الرحمان بدوي أن الحرية هي أن تقول رأيك بصراحة . أ- الإقناع : نعني به الوصول إلى كسب تأييد الطرف الثاني '' المستقبل '' بمحتوى الرسالة ، وهذا التـأييد لا يأتي هكذا ، بل يجب أن تتوفر لحدوثه ميكانيزمات : - -الأسلوب :
إن العملية الأسلوبية تنطلق مباشرة حسب Révesz من تعديل العلاقة بين كيان المرسل وبين البئية التي يوجد فيها والتي تتحرى تحويل الهدف إلى حقيقة ثابتة . فلم يعد كل الناس يفضلون وسيلة إتصال عن الأخرى فكل الوسائل تؤدي وظائف الوسيلة الإتصالية الأخرى،و إن كان الانترنيت هو أٍرقاها إلا أنه لا يخرج عن طابع الإستعمال التلفزي. لهذا فقد رأى علماء الإعلام من الثقافة أن يهتم المرسل بمحتوى رسالته مع أخذه بعين الإعتبار الوسط المعنوي للمستقبل،لأن تكنولوجيا الإتصال لم تنقرض بل زاد تحسينها أكثر من ذي قبل وسوف تكون عبارة عن جهاز واحد متكامل يضم جميع الأجهزة المتفرقة ووسائل الطباعة للإتصال و جهاز الراديو و التلفزيون والصحيفة

- اللــــــــغة :
إذا كانت اللغة هي المعيار الرئيسي الذي ترتكز عليه أية عملية إتصال في العالم فإن الرسالة الإعلامية لا ينتظر منها إجابة مدققة إلا إذا صاحبها مدلول لغوي جيد خال من كل أشكال التعقيد،وذلك بإستعمال الكلمات السهلة، فمهما كانت الكلمات بين المرسل و المستقبل فإنها تظل خاضعة إلى مجموعة من عناصر التحكم التي تسهل فهم من عدم فهم الرسالة و هي عناصر جد متداخلة.
قد يستعملها الأمي في رسائله لكن لا يعرف مصدر ذلك الإلهام، بينما المستقبل المثقف يجهل أحيانا فهم الرسالة البسيطة.
لأن اللغة إذا تشابكت بين عنصري الاتصال سيعقد مسألة الاتصال أكثر ويجعل محتواه فارغا لأن الكوامن النفسية لا يفهمها إلا الله .
فبغض النظر عن كل تلك المكبوتات النفسية فإن المستقبل لا يمكن أن يتوصل إلى درجة تجعل الحكم على استجابته أمرا مقبولا مئة في المئة .
بل كل ما في الأمر يعني وجود نوع من الاستجابة المفظلة للمستقبل . فالإعلامي الذي يستعمل وسيلة اتصال جماهيري لا يمكن أن يحصد نتائج رسالته الإعلامية فورا إلا إذا كان على اطلاع متواصل بكل الخفايا النفسية والفيزيولوجية للمستقبل ، فإذا كان هذا النوع النمطي السائب يجهل تلك الطرق فإنه سوف يوقع نفسه في رد فعل عنيف ( Feed bach ) سلبي وتلك أولى المشكلات التي تتفرع عن الاستعمال السيئ للغة .
فإذا لم تكن اللغة سليمة نقوم على الصراحة على حد الفيلسوف عبد الرحمان البدوي فإن المستقبل يقوم بتأويل رسالتك على أساس أنك تريد السفر ولا مجال لصديقك في أن يناور لتحصيل مبلغ ما أو قد يفهم العكس تماما بأنك بحاجة إلى الأموال .
ونفس الشئ عند المتشائمين الذين يفزعهم اسماع كلمة الموت والذين يتطيرون عندما تخطوهم بحالة وجوههم الصفراء فيشكون وينوهون بأنها أعراض لمرض خطير .
ومن هنا أصبح من الضروري تكيف لغة الكلام مع النشاط الاجتماعي والسوسيونفسي للمستقبل .
تعتبر بعضا من المفردات كلمات بذيئة في منطقة ما بينما نرى أنها مسموحة في مناطق أخرى ،وتفسير ذلك أن الناس تواتروا على استعمالها وبالتالي توظيفها بشكلها المتفق عليه لا بسبب مشكلة .
ويؤكد الفيلسوف (كورتيسيسكي) منطقة عملية الـتأثير والتأثر قائلا : إن أكثر شقائنا في حياتنا لا ينشأ في الميدان الذي تنطبق عليه كلمة صادق أو كاذب بل في الميدان الذي لا تنطبق عليه إحدى هاتين الكلمتين أي في المجال الكبير مجال الوظيفة النسبية وخلو المعنى.

الاتصال الجماهيري بين المشاركين :
تعتبر عملية الاتصال معقدة بالنظر إلى عناصر الاتصال (مرسل – مستقبل ) ووسائله ( قناة الاتصال ...) تظهر انعكاسات أخرى غير متوقعة تنجم عن سوء فهم الرسالة أو التشويش باستعمال الخلفيات الثقافية لهذا يرى الإعلاميون أنه لا مجال لتطوير الاتصال الجماهيري إلا بوضع اسس واسعة لدراسة المرسل والمستقبل باعتبارهما يزاولان الاتصال يوميا . - الأفراد :
يعد االفرد من أفضل موظفي الاتصال الجماهيري على الأرض ، لأنه يجمع بين وظيفتين ( مرسل ومستقبل في نفس الوقت ) .
ولهذا وقبل أن يهتدي إلى تراكيب لغوية قد تسد حاجته في إشباع الجوع واسكات آلامه بدأ يستعمل الإشارات الصوتية والحركية المرتبطة بتكوينه البيولوجي باستعمال وسائل الرقص ، إدارة الرأس ، الإشارات النارية ، الرسوم والأشكال.وبتواتر الفصول كانت الحاجة ماسة إلى التفكير في ماله علاقة بالأمن والأمان فاهتدى بعقله إلى توظيف مجموعة من المفردات تطورت لاحقا إلى هياكل لغوية داخل كل تجمع الوحدة الاجتماعية .
فكل صنف يشعر أنه يميل إلى الآخر يحاول أن ينشأ نظام اتصال مركب من مفردات لغوية سهلة أو معقدة حسب اتفاقهم وهذا التجمع خلق تعددا في الاستعمالات اللغوية التي عرفها العالم.
أكثر من 5000 لغة انفرضت معظمها بسبب ظواهر الاستعمار والاستكشافات ، فالاتصال الجماهيري القائم على استعمال الوسائل منذ القدم وظف حاكميه العقل خاصة في ميدان الكتابة على أوراق البردى والطين والصلصال من جهة .
وقد لا نكتفي عند حقيقة أن الفرد هو مصدر كل السلوكات الاجتماعية المختلفة التي تصدر عن إرادته وبغيرها ،فقد يتعجب في بعض الأحيان كيف يقوم الفرد بالدفاع عن أخطائه ليس من أجل الاعتذار عن نتائجها بل لإيهام المستقبل بأنه هو الصحيح وفي هذا الأمر إشكال لأن درجة لإقناع تختلف من شخص لآخر .




3- الاتصال الجماهيري على ضوء قانون الإعلام :
إن الوسائل التي ذكرها قانون الاعلام هي الصحف والنشريات و الأجهزة التي ينشئها الأشخاص الطبيعيون والمعنيون الخاضعون للقانون الجزائري ( المادة 4) كالإذاعة والتلفزة.
أما عملية الإرسال فقد أجاز لانطلاقها أولا في المرحلة الأولى انصافها بالموضوعية (المادة2) ثم معرفة محتوى الرسالة وتمحيصها .فلا يجب ان تسئ إلى الكرامة الشخصية للانسان أو للسياسة الخارجية و الدفاع الوطني ، وأن يكون هدفها هو ترقية وتطوير الثقافية الوطنية ( تطور تكنولوجي ) وتربية وترفيه في إطار القيم وترقية الحوار بين الثقافات ،كما اشترط أن تكون الرسالة مفهومة وباللغة الأجنبية بالنسبة للنشريات المتخصصة ولا يمكن أن تحمل الرسالة اعتبارات من شأنها التأثير على المصداقية ( المادة 10 ) .
وما يتعلق باستعمال وسيلة الاتصال فقد اعتبر أن إنشاء أية وسيلة هو عمل حر ، إذ بإمكان أي مواطن أن ينشئ نشرية دورية باتباع إجراءات منها تقديم ملف لاستخراج وصل ينشر دورية تشمل على المعلومات المتعلقة بهوية الناشر ومواصفات النشرية .
أما الشروط فقد حددتها المادة22 منها أن يكون مؤهلا مهنيا وفقا للاختصاصات وفيما له علاقة بالصحفي فإن حق الوصول إلى مصادر الخبر وإبلاغه بكيفية منظمة .
لا يمكن له بأي حال من الأحوال أن ينشر او يفشي معلومات قد تمن بالأمن الوطني أو الدلوة أو الوحدة الترابية أو بخصوص المواطن وحرياته الدستورية أو سمعة التحقيق والبحث القضائي .
وقد وضع القانون ضوابط للصحفي منها :
احترام الحقوق الدستورية والفردية للمواطن .
الحؤص على تقديم إعلام كامل وموضوعي .
التحلي بالنزاهة والموضوعية والصدق في التعليق على الوقائع .
الامتناع عن استغلال سمعة في أعراض شخصية ومادية .
نبذ العرقية والامتناع عن الافتراء والقذف والوشاية والانتحال ( المادة 40

أن وسائل الاتصال الجماهيري حاول قانون 90/07 أن يعطيها بعدا جماهيريا قائما على إعطاء إعلام ونقل الرسائل الموضوعية التي تخدم المصداقية لا غير … .
في اخر هذه الدراسة استنتجنا أن هناك فرق جوهري بين الاتصال الجماهيري وعملية الإعلام في حد ذاتها ، فالأول نعني به مجموعة الرسائل المنقولة بواسطة الاتصال إلى المستقبل أما الإعلام فهو عملية تقنية علمية تهدف إلى كيفية إحداث الـتأثير في المستقبل وإجباره على رد فعل، لا يمكن حصر بداية الاتصال إلى تاريخ اختراع مطبعة جوتبرغ أو الراديو بل يعود إلى سنة 105 م عندما اكتشف الحبر .. عند الصينيين .
إن تطوير اللغة كان له دور كبير في تطوير الاتصال بين الشعوب نتيجة للترحال والغزو والمبادلات التجارية وباستعمال الأسلوب الجيد .
لا يمكن الخلط بين الاتصال الجماعي والاتصال الجماهيري فالأول هو عملية قصدية منظمة لضمان تدفق رسائل ومعلومات مهما كان نوعها بين الأفراد ولا يمكن أن يكون اتصالا اجتماعيا ما لم يمر بوسائل الاتصال الجماهيري .
لمعرفة نجاح الرسالة الإعلامية يجب معرفة المؤثرات البيئية المحيطة أولا بالمستقبل والمرسل كالدوافع ، العوامل الاقتصادية ، الخصائص الشخصية ، أهمية المضمون .
إن عملية التأثير في المستقبل عملية نفسية ترتبط بالارتدادات العكسية للعواطف .
كل أساليب التيروقراطية سوف يسهل عمليات التشويش التي قد تحدث ضمن قناة الاتصال .

حمام محمد زهير

المساهمات : 16
تاريخ التسجيل : 20/12/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى